بعد إعتبارها "الاعتداء الجنسي على الأطفال حرية إختيار"!.. الى أين تأخذ أمريكا العالم؟
رغم ان جميع قوانين الدول في العالم تعاقب الاعتداء على الاطفال جنسيا، خرجت علينا النائبة الأمريكية كاتي بورتر بتصريحات صادمة، مضمونها "ان الاعتداء الجنسي على الأطفال (البيدوفيليا) ليس جريمة، بل هو حرية اختيار"!.
من الواضح انه عندما ينحرف الانسان عن السلوك الانساني السوي، فان هذ الانحرف لا يبقى عند حد، فالانحرافات تتناسل، حتى تنتهي بإنهيار المنظومة الاخلاقية الانسانية برمتها، وهو ما يعني ان البشرية حكمت على نفسها بالفناء.
الانحراف الاخلاقي في الغرب بدأ إنطلاقا من قضية عادلة في ظاهرها، الا انها استبطنت اهدافا غير الاهداف الظاهرية لها، وهي قضية "تحرير المرأة"، الا ان التحرير لم يكن من التخلف والظلم الاجتماعي، كما كان يعتقد، بل من القيم الدينية والاخلاقية، بذريعة "مساواتها بالرجل"، فتحولت مع مرور الوقت الى يد عاملة رخيصة، ومن ثم الى ساعة استهلاكية، وبعدها كرامتها الانسانية.
لم يبق الغرب عند هذا الحد في إنحداره الاخلاقي ، فقد شن هجوما قاسيا على الأسرة، بوصفها الكيان الذي يحفظ اسس المجتمع من الضياع، ولكن الامر الذي سهل على الغرب مهمته في استهداف الاسرة، هو نسفها لاهم ركن في الاسرة، التي ابتعدت عن البيت، بذريعة "عدم تبعيتها الاقتصادية للرجل"، حتى بات التمسك بالاسرة، علامة من علامات التخلف والانغلاق امام التحرر والانطلاق.
يبدو ان "الفلتان الجنسي" في الغرب، لم يقف عند حد العلاقات الجنسية بين المرأة والرجل خارج نطاق الزواج، فقد اخذ الانسان الغربي بالبحث عن طرق اخرى اكثر انحرفا لاشباع غرائزة التي لا يحدها اي محرم ديني او اجتماعي وحتى انساني، فوجد ضالته بالشذوذ الجنسي، بعد ان روج له على انه حالة طبيعية، لا يمكن كبتها، رغم ان النظريات العلمية الحديثة اكدت ان الشذوذ الجنسي هو حالة مكتسبة وليس جينية.
بعد الترويج للشذوذ الجنسي، تخرج علينا النائبة الامريكية، لتقول "ان الاعتداء الجنسي على الاطفال ليس جريمة بل هو حرية إختيار". لا ندري الى اين تريد امريكا ان تأخذ العالم، بهذه الافكار المنحطة، فإين هي "حرية الاختيار" لطفل يتعرض لاعتداء من قبل رجل مجرم؟، وهل يمكن من خلال هذا المنطق، الذي لا يمكن وصفه حتى بالحيواني، ان نبرر للقاتل الذي يقتل انسانا آخر أضعف منه، بالقول ان القتل "حرية إختيار"؟.
يبدو ان امريكا التي استشعرت عجزها على مواصلة سياسة الهيمنة على العالم من خلال القوة العسكرية، بعد صعود قوى عالمية ترفض هذه الهيمنة وعلى استعداد لمواجهتها، لذلك تفتقت عقليتها الشيطانية، على فكرة إستخدام "الجنس المنفلت" والادنى من الحيواني، كسلاح للابقاء على الهيمنة الامريكية، عبر كسر ارادة الشعوب في المقاومة.
الذي فات امريكا، هو ان سلاح "الجنس المنفلت" سلاح ذو حدين، كالتطرف والكرهية والعنصرية، الذي زرعته في العالم، وانقلب عليها، كما شاهد العالم، بعد ان صوت نصف الامريكيين لشخص عنصري منحرف ارعن مثل ترامب، وحاولوا نسف "رمز ديمقراطيتهم" المزيفة، الا انه تم انقاذ الموقف مؤقتا، وموعد انهيار امريكا تأجل بعض الوقت ليس لا.
العالم