لماذا مواقف إبن سلمان من فلسطين أكثر 'إسرائيلية' من 'إسرائيل'؟
العلاقات بين الرياض وتل أبيب تتجه نحو التطبيع، لكن الأمر سيستغرق وقتا أطول ويجب ألا نضع العربة قبل الحصان"، هذا الكلام الواضح والصريح هو لوزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في لقاء عقده في الأسابيع الأخيرة مع يهود من الولايات المتحدة، كما جاء في وثيقة رسمية حصل عليها موقع "آي24 نيوز "الاسرائيلي".
الوثيقة كانت عبارة عن فيديو، ظهر فيه الجبير الى جانب مسؤولين سعوديين آخرين، وهم يتحدثون عن "حتمية" التطبيع بين السعودية و "إسرائيل"، وان المسألة مسألة وقت ليس الا.
اللافت ان السعودية وفي اطار سياسة اعتمدتها منذ فترة، وخاصة بعد تولي محمد بن سلمان منصب ولاية العهد، لا تنكر اي لقاء بين مسؤوليها وبين "الاسرائيليين"، ولا اي تصريح حتى لو كان امام الصحفيين لمسؤول سعودي يدعو للتطبيع مع "اسرائيل"، كما هو حال الجبير وغيره.
اللافت ايضا، ان مهمة نقل اخبار اللقاءات بين المسؤولين السعوديين والاسرائيليين، والتصريحات التي يدلون بها، القتها السعودية على عاتق "اسرائيل" التي تقوم بنقل هذه اللقاءات والتصريحات، بادق التفاصيل، والتي كما يبدو لم تعد تزعج السعوديين اصلا.
على سبيل المثال لا الحصر، تصريح عضو الكنيست الصهيوني داني دانون من حزب الليكود، امام منتدى دولي لاتفاقات أبراهام للتطبيع، والذي نقله موقع "تايمز أوف إسرائيل" وقال فيه:"إنه يتوقع رؤية اتفاق بين الكيان والسعودية في العام المقبل"، واللافت ان توقع الرجل جاء استنادا الى محادثات اجراها مؤخرا مع مسؤولين سعوديين، دون ان نجد مسؤولا سعوديا واحدا يرد على دانون او يستنكر عليه ما قال.
المراقبون للسياسة السعودية يدركون جيدا، ان السعودية في ظل حكم ابن سلمان، تربطها علاقات اكثر من تطبيعية مع الكيان الاسرائيلي، الا انها لم تعلن عن ذلك رسميا، فالسعودية فتحت مجالها الجوي أمام الطائرات "الإسرائيلية"، رغم تأكيدها مرارا أنها ملتزمة بقرار جامعة الدول العربية، بعدم إقامة علاقات مع الاحتلال إلا بعد "حل النزاع العربي الإسرائيلي"، وتنسق مع الكيان امنيا وعلى اعلى المستويات، حتى باتت مواقف السعودية من القضايا الاقليمية والدولية، استنساخا لمواقف "اسرائيل".
يرى اغلب المراقبين للعلاقة الحميمة بين السعودية والكيان الاسرائيلي، ان ابن سلمان يتعمد عدم الاعلان عنها رسميا، لانه لم يحصل بعد على تزكية كاملة من الدولة الامريكية، لتوليه عرش السعودية، كما لم تعلن هذه الدولة رسميا اغلاق ملف جريمة قتل الصحفي عدنان خاشقجي، رغم انه يحاول بين وقت واخر كسب ود المتنفذين في هذه الدولة، باتخاذ مواقف اكثر "اسرائيلية" من "اسرائيل" نفسها، ازاء القضية الفلسطينية، وكذلك عبر انفاق اموال ضخمة في امريكا على قضايا تافهة، من اجل تلميع صورته وكسب ود اصحاب القرار فيها، كما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخرا، عن ان ابن سلمان ضخ اموالا طائلة في دوري الغولف الامريكي!!.
العالم