بكين في طهران لتصحيح الموقف
بعد ان استنكرت طهران وبشدة بيان القمة السعودية ـ الصينية الذي يمس بسيادة ووحدة الاراضي الايرانية وكذلك استدعائها للسفير الصيني احتجاجا على هذا الموقف الذي اعتبره الخبراء في طهران ناجم عن عدم المام الرئيس الصيني بجغرافيا المنطقة وافتقاره لمستشارين محنكين، سارعت بكين لتلافي الموقف لئلا تتصدع العلاقات المتطورة مع ايران التي انتقلت من مرحلة التعاون المشترك الى العلاقات الاستراتيجية والذي انبثق عنها توقيع اتفاقية استراتيجية على مدى ربع قرن، فاوفدت مبعوثها نائب رئيس الوزراء الدولة الصينية "هوتشون هوا" الى طهران لتصحيح الموقف حيث اعلن الاخير لدى اجتماعه بالرئيس رئيسي ومعاونه "محمد مخبر" بان "الصين تدعم السيادة الوطنية وسلامة اراضي ايران ومكافحة التدخل الاجنبي مشددا على ان "ارادة الصين هي تطوير العلاقات مع ايران القوية كاستراتيجية دائمة وغير قابلة للتغيير".
الموقف الحازم والصارم لايران الاسلامية تجاه من يمس وحدة اراضيها وسيادتها خط احمر ولا تجامل فيه احدا وحتى وان كان احد شركائها الاستراتيجيين وهذا ما لمسته بكين مباشرة من طهران التي ترسم في ظل حكمها الاسلامي سياسة شفافة وصريحة بعيدة عن المراوغة والمجاملة الرخيصة مع دول العالم، ايا كان اتجاهها وسياساتها وهذا ما اعلنه الرئيس ابراهيم الرئيسي المعروف بصدقه وصراحة بيانه لدى استقباله المبعوث الصيني تشون هوا بان "بعض مواقف الرئيس تشي في المنطقة اثارت استياء ايران شعباً وحكومة" وهذا دليل قاطع على ان النظام الاسلامي في ايران والذي يستند الى السيادة الدينية الشعبية ويمتلك دولة المؤسسات الثابتة العصرية لا يخشى احدا في هذه الدنيا الا الله القادر المتعال الذي خلق الكون وصوره باحسن صوره.
فطهران التي تقيم المواقف الصينية الايجابية تجاه القضايا العالمية العادلة لا تخفي غبطتها بمواقفها المشتركة مع الصين خاصة في مواجهة القطبية الاحادية التي تحاول الهمينة على شعوب العالم و نهب ثرواتها. فالعلاقات التي تجمع البلدين ايران والصين هي عالاقات تاريخية وعريقة ومن غير الممكن لطرف ثالث وهذا ما يجمع عليه المسؤولين في البلدين، ان يمس بهذه العلاقات المتجذرة خاصة وانهما يتمتعان بامكانيات هائلة لتوسيع العلاقات وتطويرها لمصلحة الشعبين وشعوب العالم.
وقد عبرت طهران وعلى لسان السيد "محمد مخبر" النائب الاول لرئيس الجمهورية عن تقديرها وشكرها "للرئيس الصيني على دعمه لانضمام ايران الى منظمتي شنغهاي وبريكس، معتبرا ان قمة الرئيسين رئيسي وتشي في سمرقند كانت نقطة تحول في العلاقات بين البلدين" والتي تشهد اليوم المزيد من التطور في ظل الالتزام غير المسبوق لايران والصين بتطوير علاقاتهما الثنائية ومنع الاطراف الثالثة من التأثر عليها سلبا.