طهران والمعاملة بالمثل
يوم استشرف قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي بعيد خروج الرئيس الاميركي ترامب من الاتفاق النووي بتشكيكه بمواقف الدول الغربية من الاتفاق النووي و التزامها بهذا الاتفاق والتاكيد بانها هي الاخرى لا يمكن الوثوق بها استدرك البعض الموقف بالقول صحيح ان هذه الدول حليفة لاميركا لكن لها مواقفها وسياساتها تجاه القضايا العالمية الا ان القول لم يصمد كثيرا ومع مرور الايام اثبتت الاحداث والوقائع صحة ما ذهب اليه قائد الثورة الاسلامية بانه لا يمكن الوثوق بها لانها لا تملك قرارها ولا سيادتها وان كان البعض منها يصنف نفسه في عداد الدول الكبرى.
فموقف الدول الاوروبية وسياساتها بات واضحا ليس تجاه الملف النووي الايراني فحسب بل حتى في الحرب الاوكرانية والموقف من روسيا وباقي القضايا العالمية حيث لا تخرج عن الاطار الاميركي وهذا بل ثبت على ارض الواقع من انها مجرد اداة تنفيذية للمخططات الاميركية ولا تجرؤ على الوقوف امامها حتى وان ضحت بمصالح شعوبها ولقمة عيشه وهذا ما ترجم بالحرب الاوكرانية.
هذا الموقف المخزي لبعض الدول الاوروبية التي اصبحت ذيلا وتابعا للولايات المتحدة الاميركية وتنفذ بشكل اعمى سياساتها الحمقى لازالت حتى اليوم اسيرة الموقف الاميركي وتواصل سياستها العدائية ضد ايران مرة عبر دعمها ومساندتها لاعمال الشغب والبلطجية التي شهدتها ايران مؤخرا ومرة اتهامها في المشاركة في الحرب الاوكرانية عبر تزويد روسيا بالطائرات المسيرة والصواريخ واخرى باسم الدفاع عن المرأة وحقوق الانسان في الوقت الذي ان الغرب المنافق وفي المقدمة اميركا التي تشكل النساء فيها 5% من سجينات العالم، هو الاكثر انتهاكا لحقوق المرأة وكرامتها في العالم، حيث اصبحت المرأة في الغرب سلعة للدعاية والشهوة والجنس وقد فككوا بذلك اركان العائلة والاسرة عبر تشجيع الزواج المدني واشاعة المثلية في اطار حرب شعواء ضد الفطرة الانسانية التي ستدفعهم عاجلا ام آجلا نحو الهلاك الحتمي.
ان الدول الغربية الاستعمارية لا تختلف كثيرا عن الولايات المتحدة الاميركية في عدائها للاسلام والمسلمين وان مواقفها الموحدة ضد ايران الاسلام ينطلق اساسا من هذا العداء والحقد الدفين ضد الاسلام المحمدي الاصيل الذي يقف سدا منيعا ضد مصالحهم ومشاريعهم الاستكبارية اللامشروعة لابتلاع ثروات المسلمين والهيمنة عليها.
فافلاس الغرب وعجزه امام ايران دفعه باستمرار لاستخدام آلة العقوبات وفرض الحظر على المؤسسات والشخصيات الايرانية بذريعة حجج واهية عسى ان تخضع طهران لشروطهم المجحفة واللاانسانية. غير ان طهران وانطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل وردا على التدخلات السافرة للاتحاد الاوروبي في الشأن الداخلي الايراني في دعمه المقيت لاعمال الشغب فرضت يوم امس الاثنين عقوبات جديدة ضد تسعة مؤسسات و23 شخصية من دول الاتحاد وبريطانيا كاجراء عسى ان يردعها من الاستمرار في سياستها الخاطئة. والاجراءات هذه طالت خمسة مؤسسات وعشر شخصيات من دول الاتحاد الاوروبي، اضافة الى معاقبة اربعة مؤسسات و13 شخصية بريطانية.
وبالطبع ان هذا الاجراء الايراني هو ليس الاول من نوعه فقد سبق لطهران ان فرضت الشهر الماضي عقوبات على 8 مؤسسات و12 شخصا في الاتحاد الاوروبي لدعمهم الفاضح لاعمال العنف والارهاب في ايران.
واذا تصور الغرب المنافق الذي لازال يعيش اجواء القرن الماضي انه يمتلك اليد الطولى فهو واهم و خاطئ لان طهران هي اليوم من القوة والاقتدار تستطيع تقليم اظافر كل معتد اثيم وتردعه عبر آلياتها المشروعة.
على اوروبا واميركا ان تعيا ان الزمن ليس لصالحهم فهما في موقف ضعيف ومهتز لان الحرب الاوكرانية كشفت عورتهما وهما اليوم يبحثان عن مخرج يحفظ ماء وجوههما.