اميرحسين

خلال السنوات الاربع الماضية اكدت الوقائع والاحداث داخل الكيان الصهيوني بان ما يواجهه هذا الكيان من مآزق خطيرة ومتعددة هي اعمق من وجود صراع مستفحل وحاد بين الاحزاب والتيارات الصهيونية المتصارعة لادارة هذه الدويلة المزيفة والمصطنعة التي زرعت في هذه المنطقة للتحكم بشعوبها خاصة الشعب الفلسطيني بالنيابة عن الغرب الناهب لثروات وخيرات المنطقة لكن بعد اكثر من سبعة عقود اثبتت الاحداث والتطورات ان هذا الجسم الغريب عن المنطقة من غير الممكن الاستمرار في حياته وقد تصور الصهاينة الاغبياء ان المشكلة تكمن في ادارتهم لهذا الكيان وليس وجوده غير الشرعي فاقدموا على اجراء خمس انتخابات مبكرة خلال اربع سنوات عسى ان يجدوا مخرجا لازماتهم الحادة لكنهم اليوم في وضع لا يحسدون عليه حيث يتعثر الارهابي نتنياهو في تشكيل حكومته بـ 61 مقعدا تحالف مع أقصى اليمن المتطرف من امثال بن غفير الذي يواجه معارضة داخلية وخارجية في آن واحد وقد طلب نتنياهو مهلة اسبوعين اضافيين لتشكيل حكومته التي ستواجه بالتاكيد مقاطعة كبيرة من المجتمع الاسرائيلي المتخوف جدا من تبعات السياسية الشديدة التطرف للارهابي بن غفير الذي يدعو الى ضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني ومواجهة المقاومة بالقوة المفرطة وكذلك بناء الهيكل التلمودي المزعوم على انقاض المسجد الاقصى والتوسع في بناء المستوطنات وكل هذه الامور ستعقد الموقف بشكل اكبر مما يستوجب على هذا الكيان دفع اثمان باهظة قد تكلفه ازالة كيانه من الوجود خاصة وان هناك قراءة تؤكد بان حكومة نتنياهو قد تكون آخر الحكومات في تاريخ هذا الكيان الذي بات يشرف على نهايته.

الازمات الحادة التي يواجهها الكيان الصهيوني لم تتوقف في المشهد الحكومي المتعثر فحسب بل ينسحب على الجانب الامني وتعقيداته في ظل تصاعد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وكذلك على الجيش الذي باتت الاحزاب الصهونية تتغلغل فيه بشكل كبير وهذا ما يزيد من الانقسام في داخله ويجعله مأزوما باستمرار وما ادل على ذلك وقائع يوم الاحد الماضي التي وضعت غزة على مشارف حرب شاملة بعد اطلاق حركة الجهاد الاسلامي الصواريخ باتجاه الاراضي المحتلة ردا على استشهاد بطلين من قادة سرايا القدس وكذلك قصف الطائرات الصهيونية لمناطق من قطاع غزة لكن سرعان ما تلافى الجيش الصهيوني الموقف واعلن عن انتهاء العمليات العسكرية خشية من اتساع رقعة العمليات العسكرية التي تدخله في مطبات لا تحمد عقباها.

فالكيان الصهيوني اصبح اليوم هزيلا وهشا وعاجزا على تحمل اي اعباء اضافية خاصة وانه صدم بما شاهده ولمسه من رفض قاطع لوجوده من قبل  الجمهور الاقليمي والعالمي الذي حضر مونديال قطر وهذا درس بليغ ومر له ولكافة الانظمة العربية المطبعة التي سرعان ما ستندم على فعلتها الخيانية وتدفع ثمنه بالتاكيد.