kayhan.ir

رمز الخبر: 161221
تأريخ النشر : 2022November30 - 21:17

هل يقوض "الجنرال شتاء" الوحدة الأوروبية والعلاقة بين ضفتي الأطلسي؟!

 

يبدو ان الهوة اخذت تتسع بين مواقف دول الاتحاد الاوروبي بشأن الحد الأقصى الذي يجب وضعه لأسعار النفط الروسي المنقول بحرا ، ففي الوقت الذي دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دول الاتحاد الى الاتفاق على أقل سعر وهو 30 دولارا للبرميل، وتدعمه في ذلك بولندا وليتوانيا وإستونيا، بينما ترى حكومات اوروبية اخرى، ان افضل سقف هو بين 65 و70 دولارا.

الانقسام في موقف الاوروبيين من الحرب في اوكرانيا ومن تسعيرة النفط الروسي، كان يمكن التستر عليه في البداية الا انه بات من الصعب التغطية عليه الان، ففي يوم الجمعة الماضية وجه زيلينسكي رسالة وصفها البعض بانها رسالة "عتاب" لأوروبا بسبب انقسامها حول الحرب في اوكرانيا وموضوع النفط، ففي خطاب موجه الى مؤتمر عقد في ليتوانيا، دعا زيلينسكي الاوروبيين إلى البقاء صفا واحدا في مواجهة الحرب الروسية وخفض سعر النفط الروسي لأقصى حد، وقال: أن "أوروبا تساعد نفسها، إنها لا تساعد أوكرانيا في الوقوف ضد روسيا، فهذا يساعد أوروبا على الوقوف في وجه العدوان الروسي".

واضاف زيلينسكي ان :"خفض الأسعار مهم جدا. نسمع عن (مقترحات لتحديد سقف لسعر البرميل عند) 60 أو 70 دولارا. مثل هذه الكلمات تبدو أشبه بالخضوع لروسيا.. لكنني ممتن للغاية لزملائنا في البلطيق والبولنديين على مقترحاتهم الوجيهة، لتحديد السعر عند 30 دولارا للبرميل. إنها فكرة أفضل بكثير".

لا يبدو ان زيلينسكي، الذي يتخذ موقفا اقرب من جميع الاوروبيين من الموقف الامريكي، في تعامله مع الحرب ومن ازمة الطاقة، دون ان يراعي الظروف الصعبة التي يعاني منها شعبه، ولا شعوب اوروبا، التي تواجه شتاء قارسا، واستغلال امريكا لهذه الازمات لصالحها، فهذه اوروبا بدأت تغضب من الأرباح الهائلة التي تُجنيها أمريكا من الحرب في أوكرانيا، فهذه صحيفة "بولتيكو" تنقل عن مسؤولين أوروبيين استيائهم المتزايد من البيت الأبيض الذي يجني أرباحا ليس من الأزمة الأوكرانية فحسب بل ومن نقص موارد الطاقة بأوروبا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوروبي قوله: "ينحصر الأمر في أنه إذا نظرنا إلى الوضع بعقلانية، فإن الدولة التي تستفيد من هذا النزاع أكثر من الدول الأخرى هي الولايات المتحدة، لأنها تبيع المزيد من الغاز وبأسعار مرتفعة، وكذلك لأنها تبيع المزيد من الأسلحة".

وزير خارجية هنغاريا، بيتر سيارتو، كان اكثر المسؤولين الاوروبيين جرأة عندما اعلن:" ان امريكا تعتبر المتهم الأكبر في التباطؤ الاقتصادي بأوروبا، وأنها تستفيد من الركود الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي".

وفي ذات السياق، قال رئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوربان، بأن الاتحاد الأوروبي يدفع أكثر من خمس إلى عشر مرات لموارد الطاقة الأمريكية، بدلا من العودة إلى الإمدادات الروسية الرخيصة، التي يحرمها زيلينسكي على الاوروبيين.

من الواضح، ان اغلب الاوروبيين لم يعودوا يعيرون اهمية لما يقوله زيلينسكي، كما في السابق، ويعتبرونه صدى لامريكا، الامر الذي يؤكد ان "الجنرال شتاء" أخذ يضرب وبكل قوته لتقويض وحدة الاوروبيين والعلاقة بين ضفتي الاطلسي، ويكفي ان نصبر ثلاثة او اربعة اشهر، لنعرف هل سينجح هذا الجنرال في تحقيق اهدافه أم لا؟.

العالم