هل نصدق دموع ألمانيا أم ضحايا أسلحتها الكيميائية؟!
محمد أحمد
القرار الذي إتخذه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بدعم وتحريض دول غربية، والقاضي بفتح تحقيق دولي حول احداث الشغب التي شهدتها ايران مؤخرا عقب حادث وفاة المرحومة مهسا أميني، لم يكن مفاجئا للعارفين بطبيعة عمل هذه المحافل الدولية، وعلى راسها منظمة الامم المتحدة، التي تحولت الى ادوات يستخدمها الغرب للضغط على الدول التي "تتمرد" على هيمنته ورفض التبعية له.
عندما تخرس جميع المحافل الدولية، ومنظمات حقوق الانسان الغربية، عن الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على مدى سبعة عقود. وعن احتلال افغانستان والعراق، وقتل وجرح وتشريد الملايين من الشعبين الافغاني والعراقي. وعن تدمير سوريا وليبيا وتحويل الشعبين السوري والليبي الى لاجئين ونازحين. وعن المأساة الانسناية التي يشهدها اليمن، والتي وصفتها الامم المتحدة نفسها، بانها اكبر مأساة انسانية في العصر الحديث، فمن المؤكد ان ما يذرفه الغرب وهذه المحافل الدولية من دموع على المواطنة الايرانية أميني ، ليست سوى دموع تماسيح.
عندما يتم "انتخاب" انظمة دموية مثل، الكيان العنصري الاجرامي الارهابي الاسرائيلي، الذي يتفنن بقتل اطفال ونساء وشيوخ وشباب فلسطين بدم بارد. ومثل النظام السعودي الاستبدادي القبلي الرجعي، الذي يقطع معارضية بالمنشار، ويذبح الاطفال بالسيف، ويحكم على مواطنية بالسجن اربعين عاما على تغريدة، عندما يتم "انتخاب" مثل هذه الانظمة على رأس محافل دولية خاصة بحقوق الانسان، فاعلم ان المنافقين هم من يتحكمون بالعالم.
عندما تتحول امريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا، الى مدافعين عن حقوق الشعب الايراني، وخاصة المواطنات الايرانيات، بينما تتعرض المرأة الايرانية ومنذ 40 عاما لارهاب غربي تقوده هذه الدول، لسلب كرامتها عبر تجويعها، وعبر منع وصول الدواء اليها، بذريعة محاصرة النظام الاسلامي، فاعلم ان المرحومة مهسا اميني ليست سوى ذريعة.
وعندم تطالب المانيا من مجلس حقوق الانسان، ان يصدر قرارا لادانة ايران، وتشكيل لجنة دولية للتحقيق فيما يجري فيها عقب اعمال الشغب التي شهدتها مؤخرا، بذريعة الدفاع عن الشعب الايراني، في الوقت الذي تعتبر المانيا متورطة وبالجرم المشهود بقتل الالاف من الايرانيين، وجلهم من الاكراد، بعد تزويدها الطاغية صدام بالسلاح الكيميائي، فاعلم ان دموع المانيا على اكراد ايران هي دموع مخادعة ومنافقة.
عندما تحتضن امريكا والمانيا وفرنسا وبريطانيا، زمرة المنافقين الارهابية، وتوفر لها كل الدعم الاعلامي والسياسي والمالي وحتى التسليحي، في الوقت الذي تعتبر ايدي هذه الزمرة الارهابية ملطخة بدماء 17000 مواطن ايراني، فاعلم ان هذه الدول، هي التي تقف وراء اعمال الشغب التي تشهدها ايران.
عندما يموت الالاف من الايرانيين بسبب الامراض ومنها مرض الفراشة، لعدم توفر الدواء، او القناة المالية التي يمكن لايران من خلالها شراء الدواء، بسبب الحظر الغربي الظالم على الشعب الايراني، الذي تقوده امريكا والمانيا وبريطانيا وفرنسا، فاعلم الى اي مدى وصل ارهاب واجرام هذا الغرب "المتحضر".
عندما يفرض الغرب الشذوذ الجنسي على جميع شعوب العالم كسلوك "متحضر" ، وعندما يشحن الغرب العصابات الصهيونية الى فلسطين، على انها ارض بلا شعب، لتعيث فيها فسادا، وعندما يدعم ويحمي الغرب الانظمة الاستبدادية، ويعادي الانظمة الشعبية، وعندما يشن الحروب كلما يشاء، ويحتل البلدان أنى شاء، بدلا من الامم المتحدة، فاعلم اننا في عالم ظالم لا يجب ان يستمر طويلا.