kayhan.ir

رمز الخبر: 160566
تأريخ النشر : 2022November19 - 20:26

الديمقراطية الليبرالية الى زوال

 

ربما لا يختلف عليه اثنان ان ما سارع في عملية تغير النظام العالمي الجديد وتجاوزه للاحادية القطبية هي الحرب الاوكرانية التي كشفت ظهر الناتو وخوائه امام الاصرار الروسي على ابعاد الخطر عن حدوده، لكن الاساس في ذلك هو ظهور قوة ثالثة مستقلة وحرة قرارها يصدر من عاصمتها وهي تحمل شعار لا شرقية ولا غربية قد فتحت الباب على مصراعيه وهي في اقتدار متنام وتطور وازدهار مستمرين باتت تخيف الغرب بشكل رهيب وهذا هو اساس العداء لايران الاسلام والاستماتة للقضاء على ثورتها المباركة التي اصبحت منارا تهتدي بها شعوب العالم.

فالذي يؤرق الغرب ويقلقه بشدة كما اشار اليه الامام الخامنئي يوم امس هو "ان التطور والازدهار التي تشهده ايران سيلغي منطق الديمقراطية الليبرالية في الغرب" وهنا بيت القصيد فما تدعيه الدول الغربية وعلى راسها اميركا بالخطر النووي الايراني مجرد شماعة تعلق عليها ذرائعها.

ان تاريخ الدول الاستعمارية الغربية خلال القرنين الماضيين تعيس واجرامي وظالم للغاية حيث "اصبحت  الدول الاوروبية الفقيرة غنية مقابل الحاق الضرر بدول كالهند والصين". وفقا لما ذكره سماحته بخطاب الامس. وللعلم ان ما نهبته بريطانيا الاستعمارية العجوز لوحدها من الهند وفقا لبعض التقارير  من المجوهرات والنفائس والذهب تسد ميزانيتها لمئة عام.

وما كان لافتا خلال الاسابيع الماضية ان الامام الخامنئي وللمرة الثالثة يتطرق الى النظام العالمي الجديد حيث اكد سماحته في خطابين سابقين وبالحرف الواحد "ان نظاما جديدا سوف يسود العالم في المرحلة المقبلة وان هذا النظام في حالة تغير". لكن المفارقة في النظام العالمي الجديد هو حدوث ثلاث تطورات اساسية تقلب موازين القوى وفقاً لما اشار اليه سماحته وهو "انزواء اميركا وانتقال القوة الى آسيا والثالثة انتشار فكر المقاومة وتوسع جبهتها" وهذا ما نلحظه راي العين ولايمكن انكاره وفقاً للمستجدات التي تشهدها الساحة العالمية حاليا.

اما فيما يتعلق  بالاوضاع في ايران واعمال الشغب التي راهن عليها الغرب اكد سماحته "ان الذين يديرون اعمال الشغب  ومن يقف خلفهم بدأوا بافتعال الشر بعد عجزهم عن جر الناس الى اعمالهم، وان ملف الشر سيغلق دون شك".

ولابد من ان نوجه خطابنا للاعلام المضلل والداعشي سواء الغربي او العربي او الصهيوني انه وفي القريب العاجل ستصابون بنكسة كبيرة وفضيحة مدوية حينما يخرج النظام الاسلامي معافاة وبسلام من هذه الازمة المفتعلة والمحدودة جدا في حين انه اسقطوا النظام آلاف المرات على مدار الساعة.

وللعلم ليعلم هؤلاء الجهلة والاغبياء من اعداء الثورة الاسلامية سواء في الداخل او الخارج ان الثورة التي تعرضت لاعتى المؤامرات والدسائس  والحصار والضغوط القصوى والفتن وحتى الحروب طيلة اربعة عقود من قبل  الاستكبار العالمي واذنابه لم تأبه بتحرك زمر صغيرة من البلطجية والشباب الطائش الذي تاثر بالاعلام المضلل والحاقد وليعلم هؤلاء انه ليس هناك لا في اميركا ولا في الغرب ساسة حمقى واغبياء لهذه الدرجة ان يراهنوا على اسقاط النظام الاسلامي عبر الاعتماد على حفنة من الماجورين الذين يفكرون باستشراء الفساد والرذيلة ازاء اعطائهم اللجوء في الخارج وهذا ما ثبت عبر اعتقال الكثير من عناصر الشغب التي شاركت في الاغتيالات وهم يهمون بالخروج من ايران. وهذا دليل آخر على انه الغربيين يراهنون على اضعاف النظام وتمزيقه فقط ليأتي الى فيينا خاضعاً لشروطهم وهذا ما سيقبر معهم بالتاكيد. فمجيء الوسيط العماني الى طهران دليل آخر على ان اميركا قد فقدت الرهان على اعمال الشغب لتعود ثانية الى المفاوضات وهي صاغرة لكن لا يؤتمن بها وغير جديرة بالثقة.