تغيرات اقليمية في المشهد السوري ..حلفاء الامس هم اعداء اليوم
حسام علي
بعد المتغيرات على الساحة السورية وتقدم الجيش السوري في الجنوب قي ريف درعا وسيطرته على حمريت وخربة السلطانة وفي الشمال السوري تحديدا في ريف حلب الشمالي وتغير خارطة السيطرة بين الجيش السوري وبين الفصائل المسلحة، ساهم هذا في احتدام الصراع بين الفصائل المسلحة على توزع النفوذ فيما بينها نيابة عن ممثليها من دول اقليمية منخرطة في الازمة السورية والتي تتصارع بدورها على النفوذ في الملف السوري عبر هذه الفصائل.
بدأت الاستخبارات العالمية والدول الاقليمية بقراءة المشهد السوري جيدا ، وخاصة أن الجيش السوري بات يحرز تقدما واضحا مدعوما من حلفائه ،حيث بدء التوافد الدبلوماسي الى دمشق واخره الوفد البرلماني الفرنسي وإن كان مبادرة شخصية كما أفاد المتحدث باسم الوزارة الخارجية الفرنسية. هذه الزيارة جاءت بعد ان اكتوى الفرنسيون بنار الارهاب مما دفع البعض بالتفكير بالسياسة الفرنسية اتجاه الازمة السورية وخاصة بانها كانت لاعبة اساسية في الصراع الدائر على الارض السورية ،كما استقبلت السيدة بثينة شعبان وفد أمريكي برئاسة المدعي السابق رمزي كلارك.
هذا المشهد انعكس على الارض السورية والذي بدا جليا بصراع الحلفاء المتمثل بالاقتتال بين الفصائل المسلحة المدعومة من تنظيم الاخوان المسلمين العالمي والذي يمثله العثمانيون الجدد وقطر والذي يمثله على الارض كل من ’’جبهة النصرة ’’و’’احرار الشام’’ و’’فيلق الشام’’ وبعض الفصائل ذات الاتجاه "الاسلامي" المتشدد ،وبين حلف الاسلام المعتدل بالمنظور السعودي والامريكي وحلفائهم على الارض حركة حزم وبعض الفصائل الاخرى المدعومة تسليحا وماليا من جهة اخرى.
اضافة لدعم كل من تركيا وقطر لتنظيم داعش الارهابي في لعبة اخرى ضد الجبهة الشامية في ريف حلب الشمالي بالقرب من الحدود التركية.
صراع اقليمي على توزع النفوذ وامتلاك زمام المبادرة في الملف السوري
هذا الصراع لم يكن وليد اللحظة فقد بدأ سابقا عندما بادرت الرياض الى وضع يدها على ملفات تخص قوى في المعارضة السورية بدعم أميركي غربي، وهو أمر ترافق مع إطاحة أنصار أنقرة وإبعادهم كما قطر عن مواقع النفوذ في قوى المعارضة من الائتلاف الوطني الى المجلس الوطني الى القيادات العسكرية الميدانية للجماعات المسلحة اضافة لخسارة تركيا دورها بمصر بعد سقوط الاخوان المسلميين من سدة الرئاسة والتقارب السعودي المصري.
مما دفع تركيا وقطر الى زج اعداد كبيرة من الارهابيين في الشمال السوري بعد استشعارها خطر فقدانها لاماكن سيطرتها في ريف حلب الشمالي و تقدم الجيش السوري عل محور باشكوي وهذا يعني فقدانها الورقة الرابحة والمتحكمة في الازمة السورية...
فبادرت بنقل قبر سليمان شاه وعناصر الحماية التركية الى مكان اخر على الحدود التركية السورية في خطوة استباقية من اي ردة فعل دولية التي بدورها بدأت بتوجيه الاتهمات لحكومة انقرة بتسهيل دخول الارهابيين الى الاراضي السورية واخرها التصريحات الامريكية..
هذه المستجدات انعكست على الارض وبدت جليا باعلان جبهة النصرة وحلفائها من الفصائل المدعومة امريكيا وسعوديا ، ولم يقتصر الاقتتال بين الطرفين في حلب بل امتد إلى ريف إدلب المجاور، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان وحركة (حزم).
وقال مسؤول من الحركة إنّ الاشتباكات امتدّت إلى إدلب وإنّ حركته استعادت بعض المناطق التي سبق وأن سيطرت عليها النصرة في حين سيطرة النصرة على فوج 46 القاعدة العسكرية لحركة حزم.
كما يدور قتال في(جبل الزاوية)، وفي مدينة أتارب الواقعة في الريف الغربي لحلب على بعد 20 كيلومتراً من الحدود مع تركيا.
هذا الاقتتال سببه التنازع على السيطرة جفرافيا على المناطق السورية التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة بكل فصائلها ،فمن يمتلك ورقة السيطرة على الارض يمتلك ورقة المفاوضات اقليميا في الصراع الدائر في سوريا.
زيارات دبلوماسية وتغير في الموقف الغربي
هذا التسارع في المشهد السوري على الارض وما يجري في الاروقة الدبلوماسية يؤكد ان هناك اتفاق اقليميا على انهاء الازمة السورية سياسيا وايقاف الاقتتال بين الجماعات المسلحة وبين الجيش السوري واعلان وقف اطلاق النار في حلب وبعض المناطق وخاصة بعد اعلان زيارة المبعوث الدبلوماسي للامم المتحدة دي ميستورا .
في الايام القادمة وكما يتوقع محللون سوف تشهد المنطقة تغيرات كبيرة على الساحة الدولية والاقليمية باتجاه الازمة السورية والتي بدت جليا في التحرك الدبلوماسي باتجاه دمشق.
تحرك كان سيد الموقف فيه الجيش السوري وحلفاؤه الذين حققوا خلال الايام السابقة انتصارات غيرت الخارطة الجغرافية والسياسية في سوريا.