تحالف "ميسا" صورة للغباء الاميركي الصهيوني
مهدي منصوري
اشارت بعض الاوساط الاعلامية ان اميركا تسعى لتشكيل تحالف امني واقتصادي في الشرق الاوسط والتي اطلق عليها اسما مختصرا "ميسا" ومن المقرر ان يتكون هذا التحالف من 10 دول كاعضاء وهي "دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن واسرائيل واميركا" وهدفه وكما هو معلن "ان يحفظ أمن اعضائه وتبادل المصالح والمعلومات الاستخبارية والتعاون العسكري وفي جميع المجالات".
وقد قيل ان "الكتاب يعرف من عنوانه" فانه لا يحتاج للمستمع او القاري اي عناء من ادراكه او فهمه لهدف هذا التحالف وكذلك تتداعى له ان لن يختلف قيد شعرة من التحالفات السابقة كالشرق الاوسط الصغير والكبير والتحالف العربي وغيرها من المسميات التي يطول الحديث عنها والتي اغدقت عليها الاموال وسلطت وسائل الاعلام المسموعة والمرئية من تقاريرها وتحليلات المرتزقة. وقد لا يختلف اثنان ان التحالف هدفه واضح وبكل تفاصيله وهو ضد الجمهورية الاسلامية ومحور المقاومة في المنطقة. ولكن الذي نريد ان نقوله ان اميركا والكيان الصهيوني ومن تحالف معهما الذين يلفهم الغباء المستحكم لم ولن يستفيد وا من تجارب الماضي مع طهران والتي امتدت الى اكثر من اربعة عقود من الزمن والتي كانت نتائجها واضحة للجميع من انهم فشلوا وخسروا الرهانات المختلفة ضد الجمهورية الاسلامية بحيث بقيت شامخة رافعة الرأس واصبحت رقما صعبا ومهما في المنطقة والعالم بحيث اوصلت افكارهم الى حالة من الشلل في كيفية تهديم هذا الصرح الشامخ.
ولا ندري هل ا ن اميركا ومن تحالف معها قد لفهم الغباء ام يتغابون ام يريدون ان يضحكوا على ذقون شعوبهم الذي اخذت تعي الحقيقة وتدرك ما يجرى من حولها ولم يعد هناك مجال لا لاميركا والكيان الصهيوني وغيرهما من الذيول ان يخدعوها بالكذب والاباطيل وذر الرماد في العيون امام الحقيقة الناصعة التي يرونها راي العين. وتجربة شعوب المنطقة مع التحالفات التي تقوم بها اميركا ومن تحالف معها واضحة معالمها ومعروفة نتائجها
مسبقا ولا نحتاج الى سرد الادلة الدامغة في ذلك.
وما تعانيه واشنطن والدول الاوروبية اليوم من وضع مأساوي هو بسبب هذا الانقياد الاعمى وراء واشنطن وها هو الاتحاد الاوروبي مهيأ للتقسيم والانفراط وهذا هو حلف الناتو تعصف به الخلافات بحيث وصل باوروبا بالدعوة الى تشكيل تحالف عسكري جديد بدلا عن الناتو وكذلك التمزق الكبير الذي تعاني منه دول الشرق الاوسط والذي كان آخره اجتماع قادة الدول العربية في الجزائر والذي لم يتقفوا على اتخاذ قرار واحد.
اذن وفي خضم هذه الارهاصات القائمة هل يمكن لاميركا ان تعمل على تشكيل تحالف جديد في الشرق الاوسط خاصة وانه سينهي تحالف مجلس التعاون الخليجي وتنفرط هذه الحزمة لانها لم تحقق لاميركا اهدافها التي كان مرجوا منها. وكذلك فان الدول المشاركة في تحالف ما اطلق عليه باسم "ميسا" هي تعيش حالة النقيض وعدم الانسجام بحيث يمكن القول انه سيولد ميتا في مهده.
واخيرا والذي يدعو للسخرية والاستهزاء هو وكما تعتقد اميركا انه وفي حالة اكتمال نصاب تحالف "ميسا" فانه سيكون بديلا وشاملا وكاملا والوحيد الاقوى لردع خطر روسيا والصين وهو الهدف الاستراتيجي لاميركا ولا ندري كيف يكون الاقوى وان جميع دوله تعتمد في تسليحها لما تنتجه المصانع العسكرية الاميركية وان دولة تعيش حالة من الضعف بحيث لا تستطيع ان تدافع عن نفسها فهل يستطيع بايدن ان يضعها في فوهة المدفع لتدافع عن مصالح اميركا؟ هذا سؤال ينتظر جواب دول التعاون الخليجي والاردن ومصر؟ .