تراجع أميركي مخز ومذل!
مهدي منصوري
ماذكرته صحيفة "واشنطن بوست" من ان ادارة بايدن تحث زيلنسكي على اظهار انفتاحه واستعداده للتفاوض مع روسيا يعكس الصورة المأساوية القاتلة التي وصلت اليها ادارة البيت الابيض اذ انها ببذل وتحشيد واغراق اوكرانيا بالاموال التي تعد بمليارات الدولارات بالاضافة الى ما قدمته الدول الاوروبية من اموال ومعدات عسكرية بحيث جعلت من اوكرانيا ثكنة عسكرية مملؤة بمختلف انواع الاسلحة المتطورة الخفيفة والثقيلة وغيرها، والذي اوصل هذه الدول الى حالة من العجز الكبير في ميزانياتها المالية والتي كان لها مردود اقتصادي سيئ للغاية بحيث انعكس على المجتمع باكمله وان التظاهرات الشعبية قد اخذت تضغط وبشكل غير متوقع على الحكومات سواء كان في اميركا او المانيا وبريطانيا وغيرها مطالبة حكوماتها برفع يدها عن اوكرانيا وايقاف مساعدتها وتسليحها الذي جلب لها الويل والحالة الاقتصادية المزرية والتي عبرت عن هذه الحالة وبوضوح وزير خارجية المانيا بقولها "ان الدول الاوروبية على حافة الانهيار" بالاضافة الى ان اميركا التي لم تحصد من وقوفها الى جانب زيلنسكي الا الدمار وبذلك لم تعد تحتمل الاستمرار في تقديم الدعم المالي والعسكري له مما فرض عليها ان تذهب الى الطلب من زيلنسكي ان يخضع ويطاطئ رأسه ذليلا للذهاب الى الحوار مع موسكو مما عبرت عنه اوساط المراقبين ان هذا التراجع الاميركي المخزي والمذل. لم يكن ان يحدث لولا القراءة الخاطئة للرسالة الروسية عند غزوها لاوكرانيا. وقد قال مسؤول اميركي لم يكشف عن هويته للصحيفة "الارهاق في اوكرانيا مشكلة حقيقية لبعض شركائنا الغربيين".
وعكس الاعلام الاوروبي طلب اميركا من زيلنيسكي بالتفاوض مع روسيا هدفه التخلص منه والذي اشار اليه السياسي الفرنسي فلوريان فيليبوت من ان "الرئيس الاميركي بايدن يريد التخلص من زيلنسكي ليستغني عن خدمات كييف "الدمية" ".
واضاف الكاتب فلوويان على "تويتر": "لقد سئمت الحكومة الاميركية من زيلنسكي واصبحت تطالبه بالتفاوض مع روسيا عندما انتهت الحاجة الى "دميتها" وكذلك وكما هو الحال دائما فانها تريد ان تتخلص منه".
واللافت في الامر ان بوتين وفي نهاية اكتوبر اشار الى ان موسكو اعربت عن استعدادها للحوار مع كييف لكن نظام زينلسكي قرر عدم الاستمرار في التفاوض.
واخيرا وبعد الحاح وضغط واشنطن على زيلنسكي بالذهاب الى التفاوض بصورة علنية او سرية يعكس مدى الازمة الخانقة التي تعيشها واشنطن اليوم خاصة وان الاوضاع العالمية تسير عكس اتجاه التوجه الاميركي بحيث يمكن ان تتخلى عنها الدول الاوروبية مما سيبقيها وحدها في الميدان لتعيش بعزلة قاتلة وخاصة ان الانتخابات النصفية في اميركا قد شكلت حالة من الضغط الكبير على ادارة البيت الابيض فيما اذا تمكن الجمهوريون الحصول على الاغلبية في الكونغرس والتي ستضيف عبئا ثقيلا على بايدن لا يستطيع تحمله.