لا ايها الوحش المخرف
انطلاق المسيرات المليونية الغاضبة للشعب الايراني وفي آن واحد بـ 900 مدينة بما فيها العاصمة طهران في اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي ليس امرا عاديا بل ينم عن بصيرة ومسؤولية عالية في تشخيصه للظروف والاخطار المحدقة به خاصة وان مسيرات هذا العام تأتي عقب احداث الشغب التي شهدتها بعض المدن الايرانية والتي تقف خلفها اجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية والصهيونية والسعودية.
وقد توافد ابناء الشعب الايراني الغاصب منذ الصباح الباكر الى الشوارع وهم ينددون بالتدخل السافر لهذه الدول بشؤون ايران الداخلية ويطالبون السلطات القضائية والامنية بانزال العقاب الصارم بالعملاء من مثيري الشغب والفوضى والتخريب الذين عبثوا بالبلاد الفساد والخراب خدمة لمشغليهم من اعداء الشعب الايراني الذين عجزوا عن مواجهته في كل الميادين بما فيه الميدان التفاوضي للحصول على بعض التنازلات من ايران لكن هيهات وهيهات ان يحصلوا على ذلك.
ولا شك ولا ريب ان المسيرات الحاشدة لهذا للتنديد باميركا واعمالها الشريرة العام تحمل في طياتها معان كبيرة بان الشعب الايراني يقف كالبنيان المرصوص امام اعدائه ولن يتراجع عن مواقفه المبدئية والثابتة مهما غلت التضحيات وهذا ما برهن عليه طيلة اكثر من اربعة عقود في مواجهته لاشرس المخططات والمؤامرات منذ انتصار الثورة الاسلامية وحتى يومنا الحاضر.
ان المثلث الغربي الصهيوني العربي الرجعي لم يألوا جهدا ولم يترك فرصة طيلة هذه الفترة للنيل من الثورة الاسلامية وايذاء الشعب الايراني بكل اساليبه القذرة من حروب وضغوط وحصار الا ان صمود الشعب الايراني ومقاومته فوتت عليهم الفرصة وهزمت كل مشاريعهم الجهنمية وعرتهم امام العالم مفضوحين مدحورين وهذه المرة سيكون حالهم المرير ليس باحسن من الماضي.
ان الشعب الايراني العظيم الذي
مرغ أنف اميركا بالتراب عبر السيطرة على وكر تجسسها في طهران وفضح سجلها التآمري كان يوما خالدا في صحائف تاريخ ايران الذهبية.
لقد استطاع الشعب الايراني المثابر وبرغم الحصار المفروض عليه والتي وصفت باقصى العقوبات التي لم يشهد لها التاريخ ان فرضت على شعب آخر، ان يحقق بسواعد ابنائه الملتزمين والمضحين والمبدعين كل هذا التقدم والتطور في احدث العلوم واعقدها، وسط انبهار لافت اثلج صدور المحبين والاصدقاء واغاظ قلوب الاعداء وزارهم حقدا فليموتوا في غيظهم.
وما هو مضحك ومثير للسخرية ان اميركا الاجرام والارهاب التي استخدمت كل الاساليب الجهنمية والشيطانية والارهابية لاخضاع الشعب الايراني ومنها ايجاد تنظيم داعش الارهابي وقبلها تنظيم القاعدة وكافة المجموعات التكفيرية للضغط على ايران وشعبها تدعى اليوم بكل وقاحة وصلافة انها من دعاة حقوق الانسان وتدعم الشعب الايراني للتحرر من خلال دعمها وتمويلها لاعمال الشغب والتخريب في ايران.
وما هو اتعس واخبث من كل ذلك التصريحات العفنة للرئيس بايدن المتوحش والمخرف والذي لم تعد هفواته وزلاته الفاضحة مؤخرا ادعائه الاهوج بانه يريد "تحرير الشعب الايراني" متناسيا ان الشعب الايراني قد تحرر منذ 43 عاما مضت عندما قام بثورته الاسلامية الفريدة منها في التاريخ وانهى الهيمنة الاميركية وزعزع كل وجودها من المنطقة وهو اليوم يهم اليوم بالخروج من المنطقة قبل يخرج جنوده بشكل افقي.
ان اميركا الشيطان الاكبر التي حلمت يوما بعزل ايران هي اليوم في طور العزل والافول الذي سيحقق باذن الله في المستقبل القريب الذي ستتخلص البشرية من هيمنتها وشرورها وتتنفس الصعداء.