الامام الخامنئي: الساسة الاميركان يدّعون بمنتهى النفاق وبلا حياء دعم الشعب الايراني
*اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي يوم تاريخي ومعبّروتجسيد لطبيعة اميركا الشريرة وهزيمتها
*هنالك من يتصور بأن أميركا قوة لا يمكن المساس بها ولكن حينما ننظر لاحداث اليوم يتضح بانها ضعيفة للغاية
*اميركا والكيان الصهيوني وبعض القوى الخبيثة في أوروبا جلبوا كل امكانياتهم خلال الاسابيع الماضية الى الساحة لكن شعبنا صفعهم
*عداء الأميركيين للشعب الإيراني يعود إلى الانقلاب الأمريكي عام 1953 و ليس السيطرة على سفارتهم عام 1979
* لن ننسى بعض الحوادث وسنفي بوعدنا بخصوص استشهاد سليماني بطل محاربة الإرهاب
*مخاطبا الاميركيين: هل هناك شيء ضد الشعب الايراني كنتم قادرين على ان تفعلوه في هذه العقود الأربعة ولم تفعلوه؟
*فشل أميركا في العراق وافغانستان وسوريا ولبنان خاصة في ترسيم الحدود البحرية مؤشرعلى الخطأ في الحسابات
*بأمكان ايران أن تتبوأ مكانا بارزا في النظام الجديد لما لها من خصائص مثل الطاقة البشرية المتقدة ومواردها الطبيعية
*الشبان الذين تورطوا في الاحداث الاخيرة هم ابناؤنا وقد دخلوا الساحة بسبب مشاعر وحالة حماس التي تتناسب واعمارهم
طهران-كيهان العربي:-اعتبر قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي،4 نوفمبر، يوما تاريخيا ومعبّرا وتجسيدا لطبيعة اميركا الشريرة وهزيمتها، وقال ان الساسة الاميركيين يدّعون بمنتهى النفاق وعدم الحياء بانهم يدعمون الشعب الايراني.
جاء في كلمة سماحة قائد الثورة خلال استقباله امس الاربعاء حشدا من التلامذة من مختلف انحاء البلاد على اعتاب 4 تشرين الاول/نوفمبر ، يوم التلميذ واليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي.
ووصف سماحته اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار بأنه يوما تاريخيا يجدر استخلاص العبر منه وأوضح أن هذا الیوم تاریخي لأنه شهد أحداثا لا تنسی ولا ينبغي نسيانها وستبقى في ذاكرة التاريخ لانها تسببت في ردود افعال تمثل درسا لنا ولمستقبل بلادنا وشعبنا وحياتنا.
وخاطب سماحته التلامیذ قائلا: تعلموا من هذه التجارب، فالمستقبل لكم.
واعتبر يوم 4 نوفمبر تجسيدًا لطبيعة اميركا الشريرة وتجسيدًا ايضا لتلقيها الضربة وهزيمتها ، وأضاف: هنالك من يتصور بأن أميركا قوة لا يمكن المساس بها، ولكن حينما ننظر لاحداث هذا اليوم يتضح بانها ضعيفة تمامًا.
وفي إشارة إلى أكاذيب الأميركيين الوقحة وعديمة الحياء في التعبير عن تعاطفهم مع الشعب الايراني، وقال: في الحرب الهجينة خلال الأسابيع القليلة الماضية ، جلبت اميركا والكيان الصهيوني وبعض القوى الخبيثة في أوروبا وبعض الزمر كل امكانياتهم الى الساحة لضرب الشعب الايراني لكن الشعب صفع المناوئين واحبط مخططاتهم.
ووصف يوم 4 نوفمبر بأنه يوم تاريخي ويمكن استخلاص التجربة منه، وقال: إن الأميركيين والتيار الأمريكي غاضبون وتتحطم اعصابهم من هذا اليوم المهم وتجمعاته التضامنية والموحدة ، لأن هذا اليوم هو تجسيد لاعمال اميركا الشريرة وكذلك تجسيد وإثبات لضعف أميركا وامكانية هزيمتها.
وفي استعراض للأحداث التاريخية ليوم 4 نوفمبر، أشار إلى خطاب الإمام الخميني (رض) وكشفه للحقائق ونفيه في 4 نوفمبر عام 1964، وأضاف: إن الإمام لم يتحمل قانون "حصانة عشرات الآلاف من الأميركيين المقيمين في إيران من القضاء ازاء عواقب الجرائم والجنح التي يرتكبونها" والذي أمر به محمد رضا بهلوي ليتم اقراره في البرلمان في حينه وبسبب احتجاج الامام (رض) على ذلك جرى نفيه.
كما أشار آية الله الخامنئي إلى استشهاد عدد من الطلاب أمام جامعة طهران في 4 نوفمبر عام 1978 وهجوم الطلبة الجامعيين على السفارة الأميركية في 4 نوفمبر عام 1979 وقال: في ذلك الهجوم ، تم الحصول على الكثير من وثائق الخيانة وتدخل ونهب الموارد الإيرانية من قبل الحكومة الأميركية خلال فترة النظام الملكي المستبد، وكذلك مؤامراتهم (الاميركيين) المختلفة ضد الثورة الإسلامية.
ووصف قائد الثورة إصرار الأميركيين على ان "التحدي بين الشعب الايراني واميركا بدا اثر الهجوم على وكر التجسس (السفارة الاميركية السابقة في طهران)" بالكذبة الكبيرة وقال: ان هذا التحدي بدأ في 19 آب / أغسطس عام 1953 ، عندما اطاحت اميركا بدعم من البريطانيين، بحكومة مصدق الوطنية في انقلاب مخز.
واعتبر سماحته، الدكتور محمد مصدق بأنه شخصا متفائلا باميركا ويثق بها وقال: إنه (مصدق) لم يكن حجة الإسلام ، ولم يدع للإسلامية ، وجريمته الوحيدة أنه قال إن نفط إيران يجب أن يكون في أيدي الشعب الإيراني وليس البريطانيين ، الا ان الأميركيين ومن اجل مصالحهم لم يتحملوا حتى هذا الشخص وخلافا لما كان يتوقعه مصدق بتلقي الدعم من اميركا، طعنوه في ظهره وأطاحوا به عبر إنفاق المال وبمساعدة بعض الخونة والبلطجية.
ووصف آية الله الخامنئي كلام السياسيين الأميركيين هذه الأيام عن دعم الشعب الايراني بأنه ذروة الوقاحة والنفاق وخاطبهم متسائلا: هل هناك شيء ضد الشعب الايراني كنتم قادرين على ان تفعلوه في هذه العقود الأربعة ولم تفعلوه؟ ان لم تفعلوا شيئا مثل الحرب العسكرية المباشرة ، فإما أنكم لم تستطيعوا ان تفعلوا ذلك أو انكم كنتم خائفين من الشباب الإيراني.
واستعرض قائد الثورة جرائم ومؤامرات اميركا بعد انتصار الثورة ، ومنها دعمها للجماعات الانفصالية في الأيام الأولى للثورة ، وانقلاب "نوجه" في همدان ، ودعم إرهاب المنافقين الاعمى والذي أدى إلى سقوط آلاف الشهداء في جميع أنحاء البلاد ، والدعم الشامل لصدام المتوحش في الحرب المفروضة (1980-1988)، والهجوم الصاروخي الذي ادى الى اسقاط طائرة الركاب الإيرانية في سماء الخليج الفارسي والذي اسفر عن استشهاد حوالي 300 شخص والوقاحة في تكريم قائد السفينة البحرية التي أطلقت النار على طائرة الركاب هذه، واجراءات الحظر المفروضة على الشعب الايراني منذ العام الأول لانتصار الثورة ، وتطبيق أشد اجراءات الحظر في التاريخ خلال السنوات الأخيرة ودعم الفوضى والفتنة في إيران وقال: في عام 2009 بينما كتب لنا أوباما خطاب صداقة من قبل، أعلن الأميركيون صراحة دعمهم للفتنة، حتى يتمكنوا من القضاء على الجمهورية الإسلامية بهذه الطريقة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن أميركا اليوم هي نفسها أميركا الأمس وأميركا في 19 أغسطس (عام 1953) وأميركا التي دعمت صدام، وقال: بالطبع إن أسلوبهم في العداء له فروق عن الماضي وأصبح أكثر تعقيدًا ، لكن نحن نثق بشبابنا ومسؤولينا ونعلم أنهم قادرون على التغلب على هذه الأساليب المعقدة ، ويجب التحلي باليقظة تماما.
واعتبر ان هنالك فرقا آخر بين أميركا الأمس وأميركا اليوم ، وهو اجماع الكثير من المحللين السياسيين في العالم على وتيرة اميركا الآيلة الى الافول، وأضاف: يمكن رؤية بوادر هذا الافول الواضح في المشاكل الداخلية غير المسبوقة لأميركا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية حتى الاختلافات والانقسامات الدموية في أميركا.
واعتبر اية الله العظمى علي الخامنئي استشهاد الجنرال وبطل الايرانيين وبطل المنطقة الشهید قاسم سليماني من قبل الأمريكيين والتفاخر بهذه الجريمة من المؤامرات الشريرة التي حاكتها امريكا فخاطب الامریکیین قائلا لقد دعمتم الصهاينة وهم قتلة لعلمائنا النوويين وبقیامکم في تجميد مليارات الدولارات من أرصدة الشعب الایراني في أمريكا ودول أخرى ، حرمتم شعبنا من استخدام أصولها لتقليل مشاكلها.
وأضاف يمكن مشاهدة بصمات أميركا في معظم الأحداث المعادية لإيران لکن الشعب الایراني تمكن من احباط مؤمرات العدو وقال طبعا لن ننسا بعض الحوادث وسنفي بوعدنا بخصوص استشهاد سليماني في الوقت المناسب.
واشار قائد الثورة الإسلامية الى مؤشر اخر على افول أميركا وهو خطأ حسابات أميركا في الشؤون العالمية ، وقال: ان المثال على خطأ الحسابات هذا هو الهجوم الأميركي على أفغانستان قبل 20 عامًا للقضاء على طالبان ، والذي رافقه الكثير من الجرائم والمجازر، ولكن بعد 20 عاما وبسبب الخطا في استيعاب القضايا، اضطروا لمغادرة أفغانستان وتسليم البلاد إلى طالبان.
واعتبر آية الله الخامنئي الهجوم على العراق والفشل في تحقيق الأهداف المرسومة مثالا آخر على خطأ حسابات الأميركيين وأضاف: لقد سعى الأميركيون منذ البداية لتعيين افراد اميركيين او تابعين لهم لتولي ادارة الامور، الا ان الأوضاع الحالية للعراق ووجود السياسيين العراقيون في سدة الحكم عبر انتخابات، لم يكن هذا ما أرادوه (الاميركيون) اطلاقا، لكنهم فشلوا هنا أيضًا.
واشار الى فشل أميركا في سوريا ولبنان ، خاصة في القضية الأخيرة لتحديد خطوط الغاز ، كأمثلة أخرى على الفشل بسبب أخطاء في الحسابات، وقال: من المؤشرات الأخرى على انحطاط أميركا هو تصويت الشعب (الاميركي) لافراد مثل الرئيس الحالي والرئيس السابق. في الفترة السابقة ، تم انتخاب رئيس مثل ترامب الذي اعتبره الجميع معتوها، وفي الفترة الحالية تم انتخاب رئيس يعرف الجميع حالته.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية هذه القضايا بانها مؤشر على انحطاط الحضارة ، وأكد أن الكثير من القوى الغربية تشبه أميركا في هذا الصدد ، وقال: هل هنالك انحطاط أخلاقي ودناءة واجرام اكبر من أن يقوم الغربيون في وسائل إعلامهم بالتدريب على التخريب والشغب وتعليم كيفية صنع الزجاجات الحارقة والقنابل المصنعة يدويا؟.
وأضاف آية الله الخامنئي في إشارة إلى الدور الواضح لأميركا في اعمال الشغب التي شهدتها البلاد في الأسابيع القليلة الماضية: ان الإعلان المشترك لوزارة المخابرات وجهاز المخابرات التابع للحرس الثوري عن اعمال الشغب احتوى على معلومات مهمة واظهر أن العدو خطط لاعمال الشغب في طهران والمدن الكبيرة والصغيرة.
واعتبر وجود بعض الناشئة والشباب في الساحة بانه ظاهر القضية ، وقال: الشبان الذين تورطوا في الاحداث الاخيرة هم ابناؤنا وقد دخلوا الساحة بسبب مشاعر وحالة حماس التي تتناسب واعمارهم ، ولكن المهم (في اعمال الشغب) هم مدراء الساحة الرئيسيون الذين دخلوا بخطط مرسومة.
ودعا قائد الثورة الإسلامية مسؤولي الإدارات المختلفة ، وخاصة المسؤولين السياسيين والاقتصاديين ، وأفراد الشعب ، وخاصة الشباب ، إلى إيلاء اهتمام خاص والتحلي باليقظة تجاه المدراء الرئيسيين للساحة وخططهم (لاثارة اعمال الشغب)، وقال: بالطبع ، تولي الاجهزة الامنية اهتماما بهذه القضية وهي تتحلى باليقظة تجاهها. ان خطتهم (المناوئون) تكمن بان يفعلوا شيئا ما يجعل رأي الشعب الايراني مماثلا لرأي القادة البريطانيين والأميركيين ويجعلوا الشعب الايراني مواكبا لهم الا ان الشعب صفعهم على افواههم وسيصفعهم من الآن فصاعدا ايضا.
وأضاف آية الله الخامنئي: هناك من دخل الساحة وفق مخطط محدد وكانوا على صلة باجهزة أجنبية وارتكبوا جرائم ، وهذا موضوع مهم للغاية يجب أن يحظى باهتمام خاص.
ووصف قضية الهجوم على مرقد السيد احمد بن موسى (ع) في شيراز وقتل الزوار ومن ضمنهم الأطفال بالجريمة الكبرى وقال: ما الذنب الذي ارتكبه تلاميذ المدارس الذين استشهدوا في هذه الحادثة؟ ما ذنب الولد الذي فقد والديه وأخيه في هذه الجريمة وعانى من هذا الحزن الشديد؟ ما ذنب ذلك الشاب المتدين من طلبة العلوم الدينية "آرمان" العزيز الذي استشهد تحت التعذيب (من قبل مثيري الشغب) في طهران وتركوا جسده في الشارع؟.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: من هم مرتكبو هذه الجرائم ومن أين يتلقون الاوامر؟ بالطبع ، هؤلاء ليسوا ابناءنا وشبابنا بالتأكيد ، يجب تحديد مرتكبي هذه الجرائم ومن ثبت مشاركته في هذه الجرائم سيعاقب دون أدنى شك.
وأشار آية الله الخامنئي إلى صمت ادعياء حقوق الانسان تجاه هذه الجرائم ، وقال لماذا لم يدن هؤلاء الادعياء حادثة شيراز ولماذا يكررون قضية كاذبة ومزيفة آلاف المرات على منصاتهم على الإنترنت ، لكنهم يحظرون ذكر اسم "آرشام"؟ هل هؤلاء الادعياء مؤيدون لحقوق الإنسان حقا؟.
وخاطب قائد الثورة الإسلامية الناشئة والشباب قائلا: انه وعلى العكس من ناشئة وشباب الماضي القديم ، فإن الناشئة والشباب اليوم هم عناصر ناضجة ورشيدة وعاقلة واصحاب فكر وتحليل ، وقد جاء ذلك ببركة الثورة الإسلامية ، لأن الشباب قبل الثورة كانوا منهمكين بقضايا عبثية ونزوات شهوانية لدرجة أنه لم يكن من الممكن الالتفات إلى القضايا الرئيسية للبلاد.
واضاف: إن العدو يدرك أيضًا هذه الحقيقة ، أي العقل النشط لناشئة وشباب اليوم وقدرتهم على التحليل والتفكير لذلك يبادر للتصدي لها من خلال إنتاج وتكرار كمية هائلة من المحتويات الخاطئة على الشبكات الافتراضية.
وقال قائد الثورة الإسلامية ، في إشارة إلى الكم الهائل من المحتوى الزائف والمنحرف المعد لعقول الشباب النشطة: إن التشديد المتكرر على جهاد التبيين يعود لهذا الامر، وقبل أن ينتج العدو المحتوى الكاذب والمنحرف يجب إنتاج محتوى حقيقي وصحيح داخليًا.
ودعا آية الله الخامنئي المسؤولين في قطاع الإعلام والاتصالات أن يشعروا بالمسؤولية في مجال إنتاج المحتوى وجهاد التبيين والتخطيط له وان يدركوا سبب حساسية العدو تجاه بعض الكلمات والأسماء التي يعمل على الوقوف امامها.
كما دعا قائد الثورة الشباب إلى الشعور بالمسؤولية تجاه القصف واسع النطاق والمتكرر على عقول الشباب الإيراني بالأكاذيب وقال: تحسسوا بالمسؤولية امام مخطط العدو هذا واسعوا للتمييز بين الحقيقة والكلام الصائب وبين الأكاذيب.
واشار الى هنالك افرادا ليسوا مناهضين ولكن بسبب الغفلة أو سوء الفهم وسماع معلومات كاذبة في وسائل إعلام ، يتناغمون مع العدو، داعيا الى ارشاد هؤلاء الافراد بدون مشاحنات وعبر الكتابة وإرسال الرسائل والاستدلال.