kayhan.ir

رمز الخبر: 158815
تأريخ النشر : 2022October21 - 19:42

حرب الاستنزاف تتصاعد في فلسطين... وإشارات واعدة

يونس عودة

لا شك أن الشعب الفلسطيني انتقل الى مرحلة جديدة من حرب الاستنزاف اليومية مع الاحتلال الصهيوني، مستفيدًا من تراكم تجارب يخوضها منذ عشرات الأعوام، وفي ظل غياب العدالة الدولية والقرارات المسمومة من الأمم المتحدة والانحدار العربي الذي بلغ القعر الآسن، وكذلك اتفاقات ثنائية جوهرها تصفية القضية الفلسطينية برمتها، مع محاولة مستمرة لاظهار المسألة وكأنها تنحصر بتأمين الاحتياجات المعيشية للشعب الفلسطيني.

حدثت سلسلة محطات مهمة ولافتة في الأيام الأخيرة:

- ارتفاع نسبة العمليات الفلسطينية الاستهداف المحتلين جنودًا ومستوطنين، وفي الضفة الغربية والقدس على وجه التحديد رغم ازدياد أعمال القتل والتنكيل والاعتقال العشوائي من قبل قوات الاحتلال مع تجنيد قوات جديدة بالتزامن مع حصار مطبق من قبل الضفة والقدس، وتسمية ذلك ب "الإغلاق" حتى لا تستفيق ضمائر البعض من سباتها.

- المصالحة الفلسطينية من خلال مؤتمر "لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية" في الجزائر، ولهذا دلالة مهمة سيما أن الجزائر من قلة ثمينة باقية على نقائها في مقاومة التطبيع. تلتزم الفصائل الحاضرة (14 فصيلًا) بموجب المؤتمر بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام، سيما أن الجزائر من المقاومين للتطبيع، ولهذا الأمر بحد ذاته أهمية كبرى، يفترض أن تؤسس لإعادة روابط الثقة بين القوى الفلسطينية، ولكن لا تحتاج إلى التوافق على برنامج وطني يجسد القواسم المشتركة (الأهداف وأشكال العمل والنضال والمراحل والتحالفات)، وهو مفتاح الوحدة وأساسها سيما أن هناك بأس فلسطيني جديد من نوعه في مقاومة الضفة، معالمه تتبلور باضطراد في جنين ونابلس ومعركة "وحدة الساحات" الظافرة ومحطة "سيف القدس" المحورية.

إنّ ما تشهده الضفة والقدس من مواجهات يدل على أن الشعب أخذ زمام المبادرة، ويعمل على تقرير مصيره من فوهات البنادق والسكاكين والحجارة بعد أن اكتشف أن هدف الاتفاقات تيئيسه ودفعه إلى الاستسلام تحت عنوان "دعونا نعيش فقط"، ليملأ الاحتلال وأدواته وعملاؤه ومخططاته أرض فلسطين إفسادا وفجورًا، بمساعدة عرب وإقليميين ودوليين، والوقوع تحت الوصاية والاحتواء والتصفية.

لقاء الفصائل الفلسطينية الرئيس السوري بشار الأسد بحضور وفد حركة "حماس" المنقطعة عن دمشق منذ 11 عامًا، التي وصف القيادي فيها خليل الحية اللقاء مع الرئيس الأسد بأنه "يوم مجيد ولقاء تاريخي وانطلاقة جديدة للعمل الفلسطيني- السوري المشترك".