تستمر الإدارات الأميركية في خطابها المخادع لدول العالم، حول الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والسلام والاستقرار والتنمية والرفاه والتطور، وغير ذلك من الشعارات البراقة التي سيحققها لها ما تقول إنه "نظام دولي قائم على القواعد"!.

وتتجاوب بعض دول العالم مع هذا الخطاب، وهي تعلم جيدا مدى الخداع الذي ينطوي عليه، وتعلم حجم الانتهاكات التي تقوم بها امريكا للديمقراطية وحقوق الإنسان، وعدد الحروب المدمرة والفادحة التي قامت بها في العديد من الدول، كما تعلم حجم الخذلان الذي تعاملت به تجاه العديد من الاعتداءات على الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم.

هذه الدول تعلم جيدا حقيقة النزعة العدوانية والميول الاستبدادية التي تتصف بها الولايات المتحدة، ومدى الزيف الذي يغلف شعاراتها وقيمها، ولكن هذه الدول تخادع هي الأخرى الولايات المتحدة، بتصديقها هذه الشعارات والقيم، حفاظا على مصالح أنظمتها الحاكمة، كلٌّ وفق ظروفه الداخلية.

الدموع الأمريكية على أوكرانيا لن تذرف طويلا، وتاريخ الولايات المتحدة مع حلفاءها ومن تقول إنهم أصدقاؤها، مليء بالخذلان والتخلي. كما يبدو أن بايدن والإدارة الأمريكية يتناسيان دائما هجومها النووي المدمر على هيروشيما اليابانية! و جرائم الحرب والفظائع التي ترتكبها حينا بعد حين في كل انحاء العالم وبأشكال مختلفة.