العراقيون والتفاؤل الكبير
ما بذله أعداء الشعب العراقي من جهود مضنيه سياسية واعلامية وغيرها لكي لا يستقر ولا يزدهر هذا البلد من خلال خططهم الجهنمية والوقوف الى جهة دون اخرى للوصول بالعراق الى حالة الاحتراب الداخلي والاقتتال خاصة بين المكون الشيعي على الخصوص. وقد تحطمت وانهارت كل هذه المخططات على صخرة وعي ووحدة الشعب العراقي والذي كان ولازال يسترشد برؤية المرجعية العليا الممثلة بالسيد السيستاني (حفظه الله).
وقد كانت الاحداث الاخيرة خلال اليومين قد بلغت حدا من ان ينزلق العراق الى فتنة نفخ نارها اعداء العراق من الاميركان والخليجيين والعملاء في الداخل بحيث تراءى للجميع ان العراق ذاهب الى الانهيار. ولكن وبحكمة المرجعية العليا الممثلة بالسيد السيستاني (حفظه الله ) خاصة في بيانها الاخير الذي دعت فيه جميع القوى السياسية الى الاحتكام الى الدستور قد خففت من الازمة.
وكذلك فان خطاب السيد مقتدى الصدر امام الصحفيين قد اخمد نار الفتنة عندما ادرك ان التظاهرات قد خرجت عن اطارها من خلال التدخل العبثي والمتعمد من قبل وسائل الاعلام والدول المعادية للعراق والعراقيين والعملاء المندسين بصب الزيت على النار. ولذا فان خطاب السيد الصدر الذي كشف اهداف الاعداء بحيث افشل المشروع والمخطط المعادي خاصة بعد ان عادت الاوضاع الى حالتها الطبيعية.
وقد اشادت اغلب القوى السياسية بموقف السيد الصدر الذي حقن فيه دماء العراقيين، الا ان وفي الطرف المقابل نجد ان موقف الصدر قد اغاض الاعداء بحيث صبوا حقدهم على الصدر ووجهوا له الاتهامات من انه صفوي وعميل لايران وغيرها من العبارات غير اللائقة، بينما بالامس القريب كان عندهم السيد الصدر العروبي الوحيد الذي يستطيع الوقوف بوجه المد الايراني، ووضع الالم كان اقوى واشد على الاميركان الذين كانوا يروجون من ان السيد "الصدر هو املنا في العراق".
واخيرا والذي لابد من التاكيد عليه ان موقف الصدر قد خيب امال ونوايا واحلام ليس فقط الاميركان والخليجيين بل اعداء العراق في الداخل من بعض المكونات التي وقفت معاكسة للعملية وبذلت المحاولات من اجل اسقاطها وعلى راسهم ايتام صدام المقبور.
اذن فاليوم العراقيون تنفسوا الصعداء مستبشرين بان الاوضاع القادمة ستكون هي الافضل خاصة ذهاب الامور الى التهدئة من اجل تشكيل حكومة اغلبية سياسية تستطيع ان تدير شؤون البلد وتقديم مايمكن تقديمه من خدمات لهم وكذلك العمل على اخراج الاميركان وغيرهم من اعداء العراق الذين كانوا سكينا في خاصرة العملية السياسية القائمة .
وبذلك يتوقف الامر اليوم على القوى السياسية الوطنية التي يهمها امر الشعب العراقي ان يسارعوا في تشكيل الحكومة التي يكون هدفها الرئيس هو خدمة الشعب العراقي وحل مشاكله العالقة والتي سببتها الخلافات السياسية.