صناعة السجاد الإيراني نحو تصاميم حديثة وأقل كلفة
طهران/فارس:- بهدوء وتأنٍّ يشهد قطاع صناعة السجاد المصنوع يدوياً في إيران «ثورة صغيرة». ففي مواجهة منافسة دولية متنامية، يتم تدريجاً الابتعاد عن الأعمال التقليدية ذات الزخارف الزهرية الشكل، لصالح تصاميم هندسية عصرية أصغر حجماً وأقل ساعات عمل وأدنى كلفة.
فبعد توقف لعامين بسبب حائجة كوفيد-19، شهدت طهران في آب/أغسطس معرضها السنوي للسجاد اليدوي، بمشاركة زهاء 400 عارض من مختلف أنحاء الجمهورية الإسلامية. وأتى المعرض في وقت تشهد إنتاجات تقليدية من شيراز وتبريز وقم وأصفهان، منافسة حادة من منتجين للسجاد في الهند والصين وحتى تركيا. إلا أن أحد عظيم زاده الذي يقدّم نفسه كـ "أكبر مصدّر للسجاد الفارسي في العالم"، يؤكد أن السجاد اليدوي الذي تعود تقاليده إلى قرون خلت، بات يشهد تحوّلات للتأقلم مع الواقع.
وحياكة السجاد هي من الحرف التاريخية في إيران. وتعود أقدم سجادة فارسية محفوظة إلى 2400 عام وهي معروضة في متحف إرميتاج في روسيا.
وتُعد الحقبة الصفوية (بين القرنين السادس عشر والثامن عشر)، فترة الذروة لهذا الفنّ التراثي. ويقول عظيم زاده أن «الزخارف التقليدية للسجاد الإيراني تعود إلى آلاف الأعوام، لكن اليوم نشهد طلباً متزايداً على الأشكال المعاصرة التي تتناسب أكثر مع المنازل الحديثة».
ويوضح «الألوان واضحة والأحجام أصغر. هذا ما يرغب به الجيل الجديد». رغم ذلك، تبقى السجادات التقليدية طاغية في جناح عظيم زاده الذي يرجّح تغيّر الوضع في الأعوام المقبلة.