ماكرون سبق اقرانه تسولاً
امير حسين
ما حصل من جدل واضح وعلني على هامش زيارة الرئيس الفرنسي الحالية للجزائر تبين بوضوح ان فرنسا لازالت تراوغ في علاقاتها مع الجزائر وتستخدم الابتزاز كوسيلة في تعاملها مع الجزائر للحصول على المكاسب والامتيازات كما كانت تفعل في الاستعماري.
لكن الجزائر كدولة مرة ومستقلة حسمت موقفها منذ بداية هذه الزيارة والغت تاثيره "حاييم كروسيا" كبير الحاخامات اليهود في فرنسا الذي كان ضمن الوفد الرئاسي لماكرون لتقطع هذا الابتزاز الماكر خاصة وان هذا الحاخام كانت له تصريحات مثيرة للجدل ضد الجزائر.
الموقف الجزائري الصارم تجاه هذا الرجل ومنعه من دخول الجزائر نابع من مواقفها وخياراتها الاستراتيجية تجاه الاخرين، غير ان فرنسا التي رأت في الغاء الجزائر لتأشيرة كبير الحاخامات المرافق للرئيس ماكرون افشال لابتزازها وكسر لهيبتها، التفت على الموضوع واوعزت لوسائلها الاعلامية بان تروج ان سبب غياب الحاخام "حاييم كروسيا" عن هذه الزيارة هو اصابة بمرض الكورونا. فموقف الجزائر منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا ثابت ومبدئي من القضية الفلسطينية وقضايا التحرر خاصة التطبيع ولا يمكن ان تتبدل او تتغير مع الزمن لمصالح هنا وهناك.
والجميع يعلم ان العلاقات بين الجزائر وفرنسا مرت بأزمة افتعلها الرئيس ماكرون في اكتبر الماضي عندما صرح لصحيفة اللوموند "بانه لا يعلم فيما اذا كانت امة جزائرية قبل الاستعمار" من دون ان يقدم اي اعتذار لاحقا وبقيت هذه القضية تخيم على العلاقات كعاءق لعودة المياه الى مجاريها.
وبعد الطلبات المتكررة للرئيس ماكرون بزيارة الجزائر بهدف تحسين العلاقات وافق الرئيس الجزائري عبدالمجيد بتون على هذه الزيارة على ان تكون زيارة عمل تعلن فيها فرنسا عن مواقفها الصريحة بشكل تلبي طموحات الجزائر حتى تعود العلاقات الى حالتها العادية اما اذا اراد الرئيس ماكرون ووفقا لرؤية المراقبين الجزائريين ان يستمر في مراوغاته وتلونه تجاه الجزائر فانه لن يحصل لا على الطاقة ولا على اية امتيازات اخرى. وقد سبق للرئيس الفرنسي ماكرون ان صرح قبيل الزيارة بانه ليس متسولا من اجل الغاز!! فالسؤال الذي يطرح نفسه ان لم تكن متسولا من اجل الغاز فلماذا هذه الزيارة الاستجدائية وفي هذا الوقت التي تواجه بلادك ازمة شديدة في الطاقة؟!