إنه ماسوني!
حسين شريعتمداري
1 ـ لربما لا تصدقون في الوهلة الاولى ان الاجراء الاخير للمهندس موسوي في الدفاع العلني عن اسرائيل وتنظيم داعش ليس بالمستغرب وليس بعيداً عن التوقع! إلا ان الادلة الآتية تعكس بوضوح، ان التصرف الاخير للمهندس موسوي بمثابة مهمة موكولة له، بصفته احد اعضاء التنظيمات الماسونية الرهيبة! لا تستغربوا! فلا هو شعار ولا تهويل. اذ نبدأ بقرائن ونماذج معززة بالتفصيل ونترك الحكم الى بعد التدقيق في النقاط الآتية؛
2 ـ بداية الالفية الثانية اي سنوات قبل فتنة عام 2009 ولما تعرف شخصية موسوي الحقيقية بعدُ كأحد زعماء الفتنة الاميركية الاسرائيلية 2009، (1388 شمسية) وفي الوقت الذي كان يشار له كوجه مقبول بين اوساط الشعب والتكتلات السياسية. فيما اعلن خبيران امنيان مرموقان يُشهد لهما بالحذاقة والامكانية المهنية، وبينما يقلبان ملفاً يرتبط بالتنظيمات الجاسوسية للموساد، اعلنا في خلية مغلقة بان المهندس موسوي ماسوني! فانبرى احد المشاركين وقد علاه البهت والاستغراب، يقول؛ "يحتمل ان يوظف في المستقبل القريب ضمن مخطط ضد النظام"!...
3 ـ وفي نهاية عام 1387 (شمسية) وبداية عام 2008 ميلادي، ادرج السيد خاتمي اسمه مرشحاً لانتخابات رئاسة الجمهورية للعام 2009، فدعمته جميع التيارات والاحزاب الاصلاحية باصدار بيان وتنظيم لقاءات والقاء كلمات وكتابة عشرات المقالات والمدونات. وحينها كتبت مقالا لصحيفة كيهان اكدت فيه ان السيد خاتمي ليس بالمرشح الحقيقي لجبهة الاصلاح! فووجه المقال باعتراض واسع من قبل ادعياء الاصلاح متسائلين باللمز؛ "واين نصنف هذا في قائمة غيبيات صحيفة كيهان"؟! ... ولم يمض طويلا حتى اعلن السيد خاتمي عن سحب ترشحه فيما اعلن المهندس موسوي ترشحه فقوبل بترحيب واسع لجبهة الاصلاح.
4 ـ في تلك الايام جاء مراسل صحيفة نيويوركر الى الصحيفة (كيهان) قائلا؛ قبل كل شيء جئت لاحصل اجابة هذا السؤال، انه حين دعمت جميع التيارات الاصلاحية ترشيح السيد خاتمي، كيف عرفت انه ليس المرشح الحقيقي للاصلاحيين؟! فقيل له، بالنظر لمعطيات الجلسة المعنونة "مستقبل ايران" والتي عقدت في جامعة ستنفورد توصلت الى ذلك. ففي تلك الجلسة اشترك العديد من المسؤولين الاميركيين (وبعض الايرانيين لم يفصح عن هويتهم)، فتقدمت السيدة "غيل لابيداس" نحو المنصة مخاطبة الحضور؛ "اعلم انكم تستغربون لحضوري، اذ ان اختصاصي ومهمتي منحصرة لسنوات مهدت لانهيار الاتحاد السوفياتي" موضحة "نحن (؟؟) توصلنا الى نتيجة مفادها ان الوضع الحالي في ايران اشبه بالوضع في الاتحاد السوفياتي خلال حكومة غورباتشوف. اذ ان غورباتشوف معروف بانه اصلاحي كما هو حال خاتمي، ولكنه أراد ان يلعب دور (البابا) ودور (لوثر) معاً، وهذه الاثنينية لا يمكن جمعها....
فحاول غورباتشوف ان يتابع الاصلاح بالتماهي مع المحافظة على القيم، وهذا ما لا مجال لتطبيقه من هنا كان لزاماً على دولة الاتحاد السوفياتي السابق ان تأتي بشخص مثل "يلتسين" الى الواجهة ليلعب دور "لوثر" فقط وليس "البابا" كي يتخذ موقفاً ضد الكنيسة... وبعبارة اخرى القيم الدينية والاخلاقية ... وفي ايران على خاتمي ان يتخلى عن القيم الدينية، وإلا سيترك موقعه الى يلتسين ايراني..."!
فتساءل المراسل؛ فهل كنت تعلم ان الخيار الاساس كان السيد موسوي؟ فكان جوابنا، انه لم نكن نعلم بان الخيار محصور في موسوي ولكن كنا نعلم ايا كان فهو الخيار المرقوم لاميركا واسرائيل!
5 ـ الجدير ذكره (معفرين الجباه شكراً) انه في تلك الايام، اماط قائد الثورة المعظم اللثام عن هذا المشروع، خلال حديث لمسؤولي النظام، قائلا؛ "هنالك مخطط اميركي واسع لازالة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وقد اُحكمت اركانه بدقة. انه مخطط مستنسخ عن حالة انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. انهم يظنون بامكانهم إعادة هذا المخطط في ايران".
ويستطرد سماحته؛ "انهم اخطأوا في عدة امور؛ الاول فان السيد خاتمي لا يمثل غورباتشوف، والخطا الثاني، ان الاسلام ليس بالفكر الشيوعي، والثالث فليس النظام الشعبي للجمهورية الاسلامية بنظام دكتاتورية البروليتاريا والخطأ الرابع هو ان ايران نسيج واحد، فيما الاتحاد السوفياتي يتألف من أراضٍ اُلصقت ببعضها، والخطا الخامس هو ان الدور الاوحد للزعامة الدينية والروحية في ايران ليس بالدور المهلهل"!
6 ـ لقد قدمت بخصوص الفتنة الاميركية الاسرائيلية عام 2009، والتخطيط لها من قبل اميركا واسرائيل وبريطانيا و... معلومات ووثائق دقيقة يصعب عدها وحصرها، وبهذا الخصوص نشير الى اننا في الصحيفة (كيهان) وحسب
نُسخ الصحيفة، قد توقعنا جميع المراحل التي مرت بها الفتنة قبل حدوثها، مبينين الى آخر عدد من اصدار الصحيفة (كيهان) قبل يوم الانتخابات ـ 20 خرداد 1388 ـ والمصادف 10 حزيران 2009 وكتبنا بالعنوان العريض في اشارة الى الفوضى التي ارتكبها الغوغائيون؛ "الستار الاخير لسيناريو المتشددين؛ الفوضى بعد الاندحار"، والغيب يعلمه الله فقط " لا يعلم من في السموات والارض الغيب إلا الله". فكيف توقعنا جميع مراحل الفتنة بتفاصيلها؟ والاجابة هي ان فتنة 2009 نظمت حسب معادلة اميركية اسرائيلية وهي الانقلابات الملونة، ومن هنا توقعت كيهان المراحل المختلفة للفتنة.
7 ـ خلال حديثه قبل يومين من التاسع من دي 1388 المصادف 30 ديسمبر 2009، وهو يستشعر قرب انتصار اصحاب الفتنة، أماط مستشار الامن القومي الاميركي "مايكل لدين" وفي مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، اللثام عن سر (قد علق بعد ذلك على تصريحه بانه تصرف عجول ما كان مناسباً اعلانه)! قائلا؛
"سيأتي اليوم الذي نجتمع للحديث عن وقائع خلف كواليس الحركة الخضراء. وحينها ستقولون جميعاً بأن الحركة الخضراء بدأت في عام 2009، ولكني أقول لكم ان جذورها اُرسيت في منتصف ثمانينيات القرن الماضي. اي حين كنا على اتصال مع مكتب مير حسين موسوي"!
8 ـ وكان الشهيد "آيت" قد اعلن انه يمتلك وثائق بخصوص انتماء موسوي للماسونية ويشير الى ذلك مرارا في مناسبات مختلفة.
وفي الوقت الذي كان لا يعتبر مير حسين موسوي الخيار المناسب لمنصب وزارة الخارجية. وفي احدى جلسات المجلس وجه الانتقاد للكابينة المطروحة قائلا انه سيعرض وثائق تبين ارتباط موسوي بالماسونية في الجلسة القادمة للمجلس ويضعه تحت تصرف النواب. إلا ان المرحوم آيت قد استشهد صبيحة 14 مرداد (الخامس من اغسطس) وهو متوجه الى المجلس! والطريقة التي تمت بها اغتيال الشهيد آيت تختلف كلياً عن عمليات الاغتيال التي قام بها زمرة المنافقين.
فقد اطلقوا عليه ستين اطلاقة بينما المنافقين يكتفون باطلاقات معدودة وينسحبون مسرعين. اذن فاطلاق ستين اطلاقة دلالة على انهم كانوا يريدون الاطمئنان من قتله ولا يتركوه حياً بجراحاته، هذا اولا.
وثانيا، يقوم المنفذون لعملية الاغتيال بأخذ حقيبته التي تحتوي الوثائق، وهذا ما لا يشبه تصرف زمرة المنافقين في عمليات الاغتيال فاعضاء زمرة المنافقين لا يمكثون في محل الحادث كي لا يتم اعتقالهم ولا يأخذوا شيئاً معهم!
ومن ثم وحين طرحت هذه الامور اعلنوا ان منفذي العملية يفتقدون للتجارب في تنفيذ عمليات الاغتيال! في الوقت الذي يهم من لا تجربة له بالفرار سريعاً بعد اطلاقة او اطلاقتين لشدة خوفه، بينما القائمين على عملية اغتيال الشهيد آيت وبعد ان اطلقوا ستين اطلاقة قصدوا اخذ حقيبته باصرار واضح فما كانت تحتوي حقيبة الشهيد آيت حتى تقوم الجهة المنفذة للاغتيال بالتاكد من موته اولا ومن ثم غامروا بالتريث حتى يأخذوا الحقيبة التي تحتوي على الوثائق؟! ولما كانت الوثائق قد اختفت لانحكم على شيء منها سوى ما صرح به الشهيد آيت قبل اغتياله.
9 ـ ان الدكتور محمد مُكري الكاتب والباحث الايراني الشهير، والذي كان يعترض في فترة حكومة الشاه على تواجد عناصر من الماسونيين في بعض المراكز الحساسة في ايران، فاضحاً الكثير منها، وبعد انقلاب 28 مرداد (19 اغسطس، 1953) وبضغط من الماسونية اُجبر على مغادرة ايران ليرحل الى فرنسا ليدرس بعدها في جامعة سوربون بباريس. ثم عاد الدكتور مُكري في عام 1979 الى ايران تزامنا مع انتصار الثورة الاسلامية، ليتم تعيينه بعدها كأول سفير لايران لدى موسكو (الاتحاد السوفياتي السابق) وينقل عن الدكتور مكري في احدى مؤلفاته (ويبدو انه كتاب تحت عنوان ديوان) انه "التفت الى عضوية مير حسين موسوي في المحفل الماسوني جناح القسطنطينية خلال ترددي على مكتبة قصر الاليزيه في فرنسا"!
10 ـ ان الماسونية حين يرون فشل مهمة احد اعضائها ويشعرون انهم في الجدل المحتدم الذي افتعلوه بخصوص امر ما قد راهنوا على حصان خاسر! فيعمدون الى تكليف العميل الفاشل في عملية انتحارية. وحسب القرائن المتوافرة فان موسوي حسب رأي العدو بمثابة عميل قد انتهى تاريخ صلاحيته وينبغي لفظه من القائمة! ولهذا السبب وبالذات اولجوه في احقر قضية، وهي الدفاع عن اسرائيل وتاييد عصابات داعش والى التهجم على الشهداء بألفاظ قبيحة و...
11 ـ وجاء الآن الدور للمدافعين الاقحاح عن موسوي كالسيد خاتمي وظريف وسائر المتصدين للتيار الذي يدعي الاصلاح، بان يحددوا موقفهم بخصوص الاجراء الخبيث لموسوي. وبالطبع هنالك اسئلة اخرى عالقة. ومنها ان السيد خاتمي ومن دون اي شك كان على علم بالمخطط الاميركي الاسرائيلي لانتخابات 2009! فلماذا تصرف حسب الاملاءات الاجنبية؟! ولماذا انسحب من الترشح بعد ترشح موسوي وهو يعلم انه خيار اميركا واسرائيل (الفقرات 4، 5، 6 من المقال) واقدم على دعم موسوي بكله؟!
12 ـ وبالتالي ينبغي تعفير جباهنا شكراً لما نتمتع به من قيادة الهية حكيمة تتمثل بسماحة القائد، وهو ما حُرم منه الاخرون، فالقائد بفطرته النقية ورؤيته الثاقبة المنبعثة من النور الالهي قد اعطى لزعماء الفتنة فسحة ليكشفوا عن بواطنهم وليتضح للجميع ذلك؛ "والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون..." (الاعراف /182).