هل يفتح باب الحوار على مصراعيه؟!
خلافا لما يتصور البعض وعلى ضوء المستجدات الاقليمية والدولية بان الزمن لصالح الرئيس التركي اردوغان الذي يمسك باوراق اللعبة في سوريا سواء عبر ورقة اللاجئين السوريين التي تشكل عبئا على بلاده والتي يريد الاستثمار فيها وكذلك التلويح باستمرار بتنفيذ عملية عسكرية في الشمال السوري لملاحقة وحدات حماية الشعب الكردية الذراع السوري الموالي لحزب العمال الكردستاني، وذلك لحاجته الماسة لهاتين الورقتين في انتخابات العام المقبل خاصة وانه يواجه معارضة عنيدة في الداخل التركي التي تتألف من ستة احزاب معارضة بتقدمها حزب الشعب الجمهوري ابرز احزاب المعارضة التركية، الذي يعارض القيام بعملية عسكرية في الشمال السوري لتكاليفها ولتداعياتها على الداخل التركي فضلا عن انه يدعو باستمرار الى حل الازمة مع سوريا سلميا.
وما استجد مؤخرا على الساحة التركية للضغط على الرئيس اردوغان وحزبه الحاكم ظهور معارضة جديدة تضم المئات من المثقفين من كتاب واعلاميين واكادميين يدعون لمنع تنفيذ اية عملية عسكرية في الشمال السوري معللين ذلك بان البلاد لا تتحمل نفقات عسكرية كبيرة في وقت يقف الملايين من ابناء الشعب التركي على خط الجوع. وقد ذهب هؤلاء المثقفون الذي ينتمون الى شرائح الشعب وتياراته المختلفة الى وقف عسكرة تركيا وكذلك دعوة الاحزاب المعارضة الى تحمل مسؤوليتها ولعب دور اكبر لوقف هذه الحملة والا سيكونون متورطين في الدماء التي ستفسك في هذه العملية.
تركيز بيان المثقفين الاتراك على ان التلويح بالعملية العسكرية في الشمال السوري احدث شرخا في الشارع التركي يدلل على ان اذا ما نفذت ستكون لها تداعيات كبيرة على الوضع التركي خاصة وان البيان ركز على ان العملية العسكرية في الشمال السوري ستستنزف قدرات تركيا وتدمر اقتصاده، لذلك فان رؤية المثقفين كما يزعم البيان يحظى بدعم واسع من مختلف شرائح الشعب التركي.
بيان المثقفين الاتراك لم يتوقف عند القضية السورية فقد ندد بالعمليات العسكرية التركية في الاراضي العراقية ايضا لما تسببه من متاعب للشعب التركي وقدراته.
فدخول المثقفين على خط المعارضة لسياسة اردوغان وحزبه الحاكم قد يعمق من الانقسام في الشارع التركي خاصة وان المعارضة تتهم سياسة اردوغان بالغوغائية والبحث عن عدو افتراضي ليستثمر في القضية السورية التي تعتبر آخر ورقة يمتلكها بعد ان خسر تقريبا جميع اوراقه في دول المنطقة، عسى ان يوجد له موطئ قدم في مستقبل سوريا ودستورها الجديد من خلال المعارضة السورية التي هي تحت خيمته.
وبالطبع هناك خيار آخر كما يقول المراقبون واصحاب الشأن ان امام اردوغان باب اخرى وهو فتح الحوار المصالحة مع سوريا ورئيسها الاسد كما فعل وتصالح مع الخصومه في دول المنطقة وهي معروفة للجميع.