وفي لبنان لكم حساب آخر
ما اجمع عليه في الاونة الاخيرة بين اصحاب الشأن والرأي في المنطقة كان امرا في غاية الاهمية وهو ان الاحاديث لسماحة السيد نصر الله الاخيرة خاصة بعد تأزم الوضع حول الخلافات الحدودية البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة بانها كانت هجومية وصاعقة ليست للعدو فحسب وحتى لحماته الذين غفلوا عن المحاسبات الدقيقة والاستراتيجية في رؤية السيد البعيدة حول الغاز والنفط والماء التي تعد ثروة لبنانية خالصة بل ذهب الى ابعد من ذلك ليعطي القضية بعدا اقليميا ودوليا حين وضع الحقول الغازية والنفطية الواقعة على الساحل الفلسطيني تحت رحمة صواريخ حزب الله ان لم يقر العدو الصهيوني بحقوق لبنان كاملة من النفط والغاز والماء وهذا هو حق لا جدال ولا مساومة عليه.
وحديث سماحته بالامس وبمناسبة يوم عاشوراء الخالد الذي بقيت بصماته على طول التاريخ كمنار ودروس تلهم الشعوب والاحرار في العالم ألانعتاق من الذل والعبودية وهو يحدد البوصلة الحقيقية لقضيتنا المركزية بالقول "ان معيار الانسانية والاسلام والشرف والعروبة اليوم هو الموقف من فلسطين". غير ان سماحته توسيع بالموضوع ليحدد خطوط حمر اخرى لفلسطين ليقطع الشك باليقين عندما يحذر الكيان الصهيوني بان الاعتداء على اي مسؤول فلسطيني في لبنان سيواجه بالرد وهذا دليل قاطع وحاسم على وحدة الساحات وتلاحم فصائل المقاومة التي تعمل سوية في غرفة العمليات مشتركة.
واذا تصور العدو الصهيونية وبرئاسة حكومة لابيد المؤقتة توجيه رسائل الى لبنان وان يجعل من غزة عملية بروفة لحماقة محتملة في لبنان فهو واهم واهم جدا لان وضعه السياسي والعسكري والاجتماعي والاقتصادي لا يساعد على ذلك فضلا ان الصمود والثبات الذي ابداه الجهاد الاسلامي وحاضنته في غزة الصمود والعزة كان درساً قاسيا له بحيث لم يستطع ان يتحمل تبعات حرب استنزاف لم تدم اكثر من 72 ساعة وهذا هو ضعف العدو وهشاشة جبهته الداخلية.
فكيف اذا كان الامر يتعلق به لبنان والمقاومة ولبنان حزب الله الذي هزم الجيش الذي لا يقهر هزيمة منكرة في حرب تموز 2006.
والمضحك المبكي هذه المرة ان من يقود الكيان الصهيوني في هذه المعركة المصيرية والحياتية هو "لابيد" الذي هو ليس من المؤسسة العسكرية ولا السياسة ان ما يمتلكه في جعبته المهنية سوى تجربته الاعلامية والصحيفية التي لا تؤهله ليكون قائدا ميدانيا او سياسيا وهذا ما اثبته من خلال تجربته الفاشلة في قيادة عملية عسكرية ضد غزة التي لم تستمر اكثر من ثلاثة ايام اضطر بعدها الاستنجاد عدة مرات بمصر وقطر والامم المتحدة لاستجداء وقف اطلاق النار، فما باله اذا فكر بالتحرش بلبنان وقد اشار سماحة القائد نصر الله ... "ما شاهدناه في الايام الماضية ثبات شعب غزة وبطولة قادتها ووجدناها صامدة تفرض شروطها وتثبت معادلات ردعها، اما في لبنان فحسابكم معنا حساب آخر".
فهل يتعظ الصهاينة الاغبياء من هذه الدروس ام ان غباءهم سيدفعهم للمزيد من ارتكاب الاخطاء كما حدث مؤخرا وهذا هو والارجح على الاكثر لارتكاب جريمة وحماقة جديدة كما حدث في الضفة الغربية بالامس وهذا ما سيعجل بابادة الكيان الصهيوني نفسه بنفسه.