kayhan.ir

رمز الخبر: 154804
تأريخ النشر : 2022August03 - 20:37

البالونات الاميركية لن تنتشلها من الحضيض

 

ان تقدم اميركا في هذه الفترة الزمنية بالذات والتي تسبق الانتخابات التشريعية النصفية على اغتيال ايمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الذي يشوبه الكثير من اللغط والشبهة هي مثار للتساؤل وتطرح اكثر من علامة استفهام حول ملابسات هذه الحادثة وصمت الطرف الاخر سواء القاعدة او الطالبان تجاه هذا الاغتيال وابعاده وهذا ما يضع الرأي العام العالمي والاقليمي امام تساءل كبير مالذي حصل بالضبط وسط زخم من الروايات المتناقضة والمختلفة التي سردت لحد الان حول عملية اغتيال الظواهري التي يلفها اليوم الكثير من الغموض.

الرئيس الاميركي الذي ظهر على الشاشة متبجحا بانه اصدار الاوامر للقوات الاميركية باغتيال ايمن الظواهري، الذي قيل عنه بانه العقل المدبر لعمليات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك وتفجير السفارات الاميركية في افريقيا والمسؤول عن قتل آلاف الاميركيين، هو من ادعى العام الماضي عندما منيت اميركا بالهزيمة المدوية والمذلة في افغانستان: "بانه عندما تصل اميركا الى هدفها في اخراج القاعدة من افغانستان فما المبرر من وجودها في هذا البلد". واذا كان كذلك فاي انجاز استخباراتي كبير تدعيه اميركا بهذا الاغتيال في وقت انها ومعها الناتو قد احتلتا افغانستان على مدى عقدين متوالين ولم تستطع العثور على الظواهري الا في هذه الفترة. فالرجل عاش مع عائلته في اكنافهم طيلة هذه الفترة وهذا ما اشارت اليه صحيفة نيويورك تايمز بعد الاغتيال وكتبت خلافا للرواية الرسمية الاميركية التي تقول بانه اغتيل في شرفة بيت وسط العاصمة الافغانية كابل، الا ان الظواهري قد قتل يوم الحادث في منزل وزير داخلية طالبان" الا ان الناطق الرسمي باسم طالبان فند هذه الرواية.

لكن المؤكد ان ما سرد لحد الان من روايات متضاربة حول الحادث لم يؤكدها اي مصدر مستقل حتى تستقر الامور على ذلك.

لكن ان تخرج الولايات المتحدة الاميركية على العالم وتجعل من حادث الاغتيال المذموم في كل الاحوال على انها سجلت انجازا استخباراتيا كبيرا فهو مهزلة ما بعده مهزلة وهذا ما اشارت اليه صحيفة واشنطن بوست التي كتبت بعيد حادثة الاغتيال: " ان اغتيال زعيم القاعدة في كابل لن يحسب نصرا لاميركا بل سجل فشلا في سياستها."

فاميركا الغارقة في الحضيض والتي شاخت سياسيا تفجر هذه الايام بالونات اعلامية منها الاعلان عن عملية اغتيال الظواهري وكذلك زيارة بيلوسي لتايوان والتي هي حاجة بايدنية ملحة قبيل اجراء الانتخابات النصفية، عسى ان تنتشل نفسها من السقوط خاصة بعد هزيمتها المدوية في افغانستان وهزيمة مشاريعها الاستكبارية في العراق وسوريا ولبنان واخيرا انتكاستها المدوية في اوكرانيا ومعها الناتو كل ذلك يدفعها للقيام ببعض البهلوانيات كتفجير البالونات والايحاء الى العالم بانها لازالت القوة الكبرى التي تمسك بتلابيب المعمورة، لكن الحقيقة هي ان شيخوتها تدفعها من انكسار الى انكسار آخر وقد اعيتها هذه المعضلة الكبيرة التي ستدفعها في نهاية المطاف الى الهاوية وهذا هو قدرها المحتوم.