kayhan.ir

رمز الخبر: 154775
تأريخ النشر : 2022August03 - 20:33

رسائل المقاومة…

 

رنا جهاد العفيف

معادلات رسّخت الكثير من الرسائل، بالمضمون كان لها مفعول بتعزيز الحصون، ورسائل بالجملة واحدة تلو الأخرى، لـ «الإسرائيلي» والأميركي، تؤكد جاهزية المقاومة لحماية الثروة اللبنانية، كما لو أنه بدأ العد التنازلي، وصور ناطقة تقف بالمدلولات الدقيقة عن إنتاج خلاصة خريطة المواقع البحرية استخباريا، عبر مقطع مصور لإحداثيات منصات استخراج الغاز «الإسرائيلية»، فما هي رسائل المقاومة بالتوقيت والمضامين، وكيف تلقتها الولايات المتحدة الأميركية ومن خلفها الطفل الرضيع «إسرائيل» بالتعليق والتجسيد؟

اهتمام «إسرائيلي» وأميركي بكل خطاب للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وخاصة منها الخطابات الأخيرة، لما يمكن أن يحدث لكاريش، وقالت «إسرائيل» علناً إنه موجه لها، وربما لهوكشتاين الوسيط المتصنّع أيضاً…

وانطلاقاً من جملته الاعتبارية الحقة للسيد، ألا وهي اللعب بالوقت غير مفيد، رسالة اختير توقيتها ليراها المعنيون في لبنان أيضاً، ويأخذوا بها للاستفادة منها، وكلمة الوقت تحديداً، هي اقتطاف من كلمة سابقة للسيد، عندما قال: من يراهن على الوقت هو سيخسر، لا تلعبوا بهذا الموضوع بالتحديد، فهو يمثل الخط الأحمر بالنسبة للسيد، لأنّ ترتيب الرسائل أخذ حيّزاً من المساحة عند المقاومة، بدءاً من رسائل المُسيّرات وصولاً لإظهار السيطرة الاستخبارية الكاملة للمقاومة وعلى المساحة البحرية التي يعمل فيها الاحتلال «الإسرائيلي» بالرصد الدائم، وهذا له عبرة سياسية بالمعنى الحرفي، هي أنّ على المعنيين في لبنان الاستفادة من قدرات المقاومة، ومن معادلاتها لتسمح للبنان الحصول على ثرواته وهذه الفرصة ذهبية لن تتكرّر.

وفي ما يخص الفيديو الذي بثته المقاومة، فهو يظهر منصات الغاز والنفط التي بنتها «إسرائيل» على الجانب الفلسطيني المحتلّ، إذ تؤكد المقاومة أنّ استهداف هذه المنصات وكلّ ما يتعلق بها، ليس صعباً، وأنّ نشر الفيديو له أهمية كبيرة جداً نظراً لوقعه السياسي وأيضاً له وقع ذات طابع عسكري، في حال ارتكبت «إسرائيل» أي حماقة، فإنّ الجاهزية على أكمل وجه ولن تتردّد المقاومة أبداً في استهداف أي نقطة…

لقد أتى المقطع المصوّر، متزامناً تماماً مع توقيت وصول منسّق الإدارة الأميركية لشؤون أمن الطاقة عاموس هكشتاين إلى لبنان، لبحث ترسيم الحدود البحرية، وقد اعتبر بعض المعلقين السياسيين الأميركيين أنه مجرد إحداثيات وتصوير انترنت لا يجدي نفعاً، والى ما هنالك من سخف في التعبير، وكذا اسرائيل تعوّل على أنه جزء من الحرب النفسية، إلا انّ هذا الكلام غير دقيق بالمنطق، فإذا كان الفيديو جزءاً من الحرب النفسية كما يدّعون، فإنّ فيه أيضاً من الجديد ما يجعله يتجاوز البعد العسكري والإعلامي، لتكون هنا الرسالة بالغة الأركان، وبصوت الأمين العام لحزب الله، تثبت المقاومة رسالتها البليغة بإيجاد الصورة الناطقة بالدلالات، مفادها، أنّ منصاتكم نرصدها بدقة، دون الحاجة للمُسيّرات، وفي منطوق الرسالة إنتاج سفنكم وما يتبعها كله تحت أعيننا وفي الحسبان، حيث خريطة المواقع البحرية جاهزة لتلك الأهداف المتحركة، لمنع «إسرائيل» من استخراج الغاز، بقوة صاروخية إنْ لزم الأمر لحماية الثروة اللبنانية، وهذا وارد جداً إذا استمرت «إسرائيل» بالاستفزازات العدائية.

ونحن على أعتاب العدّ التنازلي تختار المقاومة توقيتها بتجسيد اقتدارها للبنان المفاوض بعيداً عن الصفعات التي توهم أميركا و»إسرائيل» مزاعمها الغير مباشرة عبر وساطة هوكشتاين المتصنّع، حيث لا مساومة ولا تفاوض ولا تنازل ولا تطبيع، وقالها رئيس البرلمان نبيه بري أيضاً… هذا يعطي دفعاً كبيراً على المستوى الإعلامي والسياسي، بأنّ التهديد الجدي للسيد بين سندان القدرات وتنفيذ الوعيد كصورة واضحة عن التهديدات المتلاحقة، وهذا ما جعل «إسرائيل» تسارع في تعزيز قواتها لحماية منصة حقل الغاز كاريش.

المؤشرات السياسية والعسكرية لها أهداف مشابهة لحقبة أهداف حرب تموز، وقد تكون هذه المرة متعددة، قد يقول البعض هذا من سابع المستحيلات، ولكنه ليس بمستحيل على المقاومة في إطار الردّ، لمجرد أنّ هناك مفاجآت كبرى تتحضّر، ونتركها حالياً لأنها من حق المقاومة فقط ولا أحد غيرها، أن يخبرنا بكم في القريب العاجل.

وبالتالي كل ما يشاع من مصادر غربية ووسائل اعلام اسرائيلية حول مقطع الفيديو، هي هواجس ارباكات تتنفس منها، لأن الاحداثيات تكتب، بينما الصورة كانت واضحة وبدقة من كاميرا حرارية من شاشة غرفة التحكم بالصواريخ، إذ نشرت صورته، وهو اشبه بالصاروخ الذي استخدم في تموز 2006، والصور لا تكذب، وإن غدا لناظره قريب وسترون بأعينكم.