كوربين وصحوة الضمير
ما تحدث به مؤخرا جيرمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني السابق لقناة الميادين كان لافتا في ربطه لحدثين مشؤومين الاول يعود لعشرينيات القرن الماضي حيث وعد بلفور "من لا يملك لمن لا يستحق" وهذا ما فعلته بلاده بالنسبة للشعب الفلسطيني والذي وصفه بالخطأ التاريخي اما الثاني هو موقف بريطانيا تجاه الحرب الظالمة ضد اليمن حيث يحمل بلاده المسؤولية الكبرى في هذه الحرب القذرة لامدادها السعودية والامارات بالسلاح الهائل لقصف الشعب اليمني وابادته وهذه جريمة لا تغتفر وهي جريمة حرب وكأنه يريد ان يقول انها جريمة تضاهي جريمة بلاده في وعد بلفور وابادتها للشعب الفلسطيني يوم دعمت العصابات الصهيونية لتقتيل الشعب الفلسطيني وتشريده.
كوربين المعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية والقضايا العربية يحمل بلاده المسؤولية الكبرى تجاه ما يجري في اليمن من ويلات ومآسي بسبب السلاح البريطاني الهائل الذي يتدفق على السعودية والامارات وهو لا يرحم اهل اليمن واطفاله ونساءه ولابد من التوصل الى حل ينهي هذه الماساة التي تسهم بلاده فيها.
نأمل ان صحوة الضمير هذه التي يمتلكها جيرمي كوربين الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني تجاه قضايا الشعوب ان تعمم على المزيد من الساسة البريطانيين والاوروبيين ليعلو عندهم سمو الانسانية ويتحسسوا آلام الشعوب ومعاناتها حتى يتخذوا مواقف اكثر انسانية وعدالة بعيدا عن كل اشكال العنصرية والتمييز. على الساسة الغربيين ان ينتهزوا الفرصة قبل فوات الاوان وقبل ان يدفعوا الثمن وسيدفعوه غاليا ان لم يعالجوا الامور لان قدر الكيان الصهيوني زائل قريبا ولا محالة وهذا ما سيثبته المستقبل القريب ان شاء الله.
فدعم كوربين لحقوق الشعب الفلسطيني ومطالبته بان تتمتع بريطانيا بحكومة تقر بالخطأ التاريخي الذي ارتكبته بحق الشعب الفلسطيني، تعتبر الخطوة الاولى على الطريق الصحيح وهكذا بالنسبة لموقفه الانساني من الحرب الظالمة التي تشنها السعودية والامارات ضد اليمن وشعبه المظلوم لكنه غير كاف فعليه ان يقود حملة انسانية ضد حكومة بلاده لتصحيح هذه الاخطاء ومعالجتها عمليا وليس لفظيا والا فان التاريخ لن يرحم وان الشعوب قد تمهل ولكنها بالتاكيد لا تهمل.
فعلى بريطانيا التي توصف بالاستعمار العجوز ان تستقرأ تاريخها الاستعماري الاسود وما فعلته بالشعوب من نهب لثرواتها ومصادرة حقوقها يوم كانت تدعي ان امبراطوريتها لا تغيب عنه الشمس، وان تعالج اخطاءها بالقيام بخطوات عملية ترضى شعوب الدول التي استعمرتها لردح من الزمن وان تمتنع اليوم عن مواصلة سياستها الاستعمارية الخبيثة خاصة في دعمها المستمر للكيان الصهيوني والنظامين السعودي والاماراتي اللذان يصران على ابادة الشعب اليمني وتدمير طاقاته وامكاناته.