هل ينجح الكيان الإسرائيلي في منع روسيا من حل الوكالة اليهودية؟
بعد رفض السلطات الروسية منح اعضاء وفد من الكيان الإسرائيلي تأشيرة دخول الى روسيا، لعقد لقاءات مع الجهات الروسية المعنية، لاقناعها بعدم وقف عمل الوكالة اليهودية، كما دعت الى ذلك وزارة العدل الروسية، اعلن مكتب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي يائير لابيد ان وفدا من الكيان سيغادر الى العاصمة الروسية، موسكو، مساء اليوم الأربعاء.
سباق الكيان الاسرائيلي مع الزمن سببه ان جلسة الاستماع ستعقد يوم 28 من تموز/يوليو، حيث ستبت المحكمة الروسية بطلب وزارة العدل الروسية حل الوكالة، بعد رفع دعوى قضائية أمام محكمة في مقاطعة باسماني في موسكو ضد الوكالة، التي تدعم اليهود المهاجرين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من الواضح ان الكيان الإسرائيلي يخشى انعقاد جلسة المحكمة قبل تمكن وفده من الوصول إلى موسكو في مسعى لحل الخلاف، والدفاع عن الوكالة اليهودية، بعد اتهام روسيا لها انها تجمع معلومات عن مواطنين روس، وتشجعهم على الهجرة إلى إسرائيل، وأنها تعمل بشكل خاص على تشجيع هجرة الأدمغة.
كما يؤكد القضاء الروسي انه توصل الى استنتاج بأن الخروقات المنسوبة إلى الوكالة اليهودية تتعلق بالاحتفاظ بالمعطيات التي تجمعها عن مواطنين روس في خوادم موجودة خارج روسيا، وهو أمر يحظره قانون روسي سُنّ في عام 2014.
رغم ان هناك معلومات تؤكد ان اتهام القضاء الروسي للوكالة اليهودية يعود الى وقت سباق، إلا ان الهجوم الذي شنه يائير لابيد ضد روسيا على خلفية الحرب في اوكرانيا، وانحياز الكيان الاسرائيلي الى اوكرانيا وتزويدها باسلحة حديثة، عجلت في اتخاذ قرار وزارة العدل الروسية في وقف عمل الوكالة اليهودية في روسيا.
اللافت ان لابيد وبدلا من يقلل من حدة تصريحاته ضد روسيا، حاول وبشكل ملحوظ تحويل الخلاف حول الوكالة اليهودية، إلى أزمة دبلوماسية، حيث نُقل عنه قوله ان "انهاء عمل الوكالة اليهودية في روسيا هو بمثابة تصعيد خطير وسينعكس على العلاقات الإسرائيلية الروسية"، وأصدر "تعليماته لموظفي وزارة الخارجية بإعداد حزمة إجراءات في حال قررت روسيا إغلاق الوكالة"
وزاد من تفاقم الأزمة تسريب "مسؤولين" في الكيان الإسرائيلي قائمة من الردود المحتملة على القرار الروسي المتوقع، بما فيها إمكانية استدعاء سفير الكيان في موسكو للتشاور. الامر الذي دعا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ان ترد بقولها: "اود أن أسأل: ألا يعتقد هؤلاء الأشخاص أن نشاطهم وتصريحاتهم في الأشهر الأخيرة قد أثرت على العلاقات.. لقد سمعنا خطابا غير بناء وغير موضوعي بالأساس من جانب تل أبيب. وهذا كان غير واضح وغريب بالنسبة إلينا.. القيادة الإسرائيلية سمحت لنفسها بإطلاق تصريحات معادية لروسيا"
قد يكون الكيان الإسرائيلي قد نجح في ترتيب زيارة لوفده الى موسكو، الا انه من الصعب ان ينجح في إحباط الجلسة التمهيدية التي ستُعقد يوم الخميس للمحكمة الخاصة بوقف أنشطة الوكالة اليهودية.
بغض النظر عن دوافع روسيا من وراء قرارها وقف عمل الوكالة اليهودية، ان كانت توبيخ ليائير لابيد، او معاقبة للكيان الإسرائيلي لارساله السلاح الى اوكرانيا، إلا انها كشفت عن حقيقة هذا الكيان، الذي يتعامل بعنجهية واستعلائية حتى مع دولة بحجم روسيا، انطلاقا من الفكرة التي دستها الصهيونية العالمية في عقول الشعوب الغربية، ومفادها ان هذه الشعوب مدينة لليهود، على جريمة مفترضة، نفذها الزعيم النازي هتلر، ولا يحق لهذه الشعوب ولا لحكوماتها ان تعترض على اي شيء تقوم به الصهيونية العالمية، حتى داخل اوطانهم، مثل وقف عمل وكالة زرعتها الصهيونية في اغلب دول العالم لتهجير اليهود من اوطانهم الاصلية ونقلهم الى فلسطين المحتلة، وهو عمل شاذ بكل المقاييس، لم تعد الشعوب تستسيغه.