القائد: على الخطباء تبيين القضايا والمفاهيم الهامة مثل العدالة والاستقلال ودعم المستضعفين
*صلاة الجمعة حلقة مهمة للغاية وفريضة استثنائية في سلسلة القوة الناعمة للجمهورية الاسلامية
*إمام الجمعة هو المتحدث باسم الثورة الإسلامية ومن مهامه الأساسية إنتاج المفاهيم المعرفية والأسس الثورية
*الامعان في معاني صلاة الجمعة يتبين انها تعد فريضة استثنائية لما تصب اهميتها في حشد ورص الصفوف
*على ائمة الجمعة تهدئة المجتمع وبث الامل فيه والتصدي للشبهات التي يطرحها الاعداء بهدف اضعاف ايمان ابناء الشعب
*عليكم وضع مساعدة الشرائح المحرومة والمستضعفة في المجتمع نصب اعينكم لاننا ندافع عن العدالة ونرفع رايتها
*هل مزاعم الغربيين الذين فرضوا حظرا على ادوية مرضى جلد الفراشة يحق لهم الدفاع عن المرأة وحقوقها ؟
*ما هو السبب وراء هجوم وسائل الاعلام الاميركية والبريطانية الرسمية على موضوع المرأة بذريعة الحجاب؟
*الانجازات التي حققتها المرأة المسلمة جعلت مساعي الاعداء عديمة الجدوى على مدى مئتين او ثلاثمئة عام
*إقامة الاحتفال المليوني بعيد الغديرالاغر وضيافة 10 كم اثبتت ان الشعب الايراني تواق للدين
طهران-كيهان العربي:-اعتبر قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، صلاة الجمعة فريضة استثنائية تماما ومنقطعة النظير ووصفها بانها اكثر تميزا حتى من فريضة الحج، مؤكدا اهميتها في حشد ورص الصفوف.
وخلال استقباله امس الاربعاء ائمة الجمعة في انحاء البلاد ، وصف آية الله الخامنئي صلاة الجمعة بأنها حلقة مهمة للغاية وفريضة استثنائية في سلسلة القوة الناعمة للجمهورية الاسلامية وأكد قائلا: ان إمام الجمعة هو المتحدث باسم الثورة الإسلامية ، ومن مهامه الأساسية إعادة إنتاج المفاهيم المعرفية والأسس الثورية ، والرد على الشكوك بلغة العصر ، وشرحها بطريقة منطقية ، وأن يعامل الجميع بطريقة أبوية.
وفي بداية حديثه اكد آية الله الخامنئي أهمية صلاة الجمعة ومكانتها المتميزة بين الواجبات الدينية وقال: "الارتباط بين التوجه الى الله وحضور الناس وتجمعهم" ، "ذكر الله بشكل جماعي ونزول بركاته على الجماعة" ، "الاستمرار بدون توقف لصلاة الجمعة كل أسبوع". ، "قاعدة مهمة لطرح قضايا المجتمع المختلفة ، بما في ذلك القضايا الفكرية والخدمات الاجتماعية والتعاون العام والاستعدادات والتعبئة العسكرية" و "مزج القيم المعنوية بالسياسة" تعد من أهم سمات صلاة الجمعة التي تحولت إلى قدرة هائلة وفرصة استثنائية.
وأضاف: صلاة الجمعة بهذه الخصائص هي حلقة مهمة في السلسلة التفصيلية والطويلة للقوة الناعمة للجمهورية الاسلامية.
ثم طرح قائد الثورة الإسلامية السؤال التالي وهو: "هل استطعنا أن نضع صلاة الجمعة في مكانتها الرفيعة اللائقة بها في الجمهورية الإسلامية؟" وقال ردا على ذلك: يبدو ان هنالك قصورا في هذا الجانب حيث ينبغي علينا بذل الهمة للتعويض عنه، وفي هذا الصدد هنالك بعض القضايا الملقاة على عاتق ائمة الجمعة انفسهم والبعض الاخر على عاتق الادارة العامة لائمة الجمعة.
وذكر قائد الثورة الإسلامية مسألتين تتعلقان بأئمة الجمعة وهما: 1- شخصية أئمة الجمعة وأسلوب حياتهم. 2- محتوى خطب صلاة الجمعة.
وقال سماحته عن شخصية واسلوب حياة إمام الجمعة: مثلما يدعو أئمة الجمعة للتقوى في خطبهم في صلاة الجمعة ، فعليهم أيضًا أن يبذلوا قصارى جهدهم في التزام التقوى وممارستها ، لأنه إذا كان الأمر غير ذلك ستاتي النتيجة عكسية.
واعتبر "السلوك الأبوي تجاه الجميع" من متطلبات سلوك إمام الجمعة وشخصيته ، وأضاف: ان صلاة الجمعة يحضرها افراد من مختلف الشرائح والاذواق وان سلوك امام الجمعة يجب ان يكون كسلوك الاب مع ابنائه وان يدعو الجميع لمائدة القيم المعنوية والدين.
وكان "التواصل مع الشباب وإعداد الآلية المناسبة لذلك" توصية أخرى لقائد الثورة.
وفي إشارة إلى أنشطة العديد من المجموعات الشبابية والعفوية ، دعا آية الله الخامنئي أئمة الجمعة للتواصل مع هذه المجموعات ودعمها وقال: المشاركة في الخدمات الاجتماعية ، مثل مساعدة الناس في الكوارث الطبيعية وفي التعامل مع كورونا وجمع التبرعات الصادقة للمحتاجين من المهام الضرورية لأئمة الجمعة ، حيث ابدع بعض أئمة الجمعة في هذا المجال.
وأكد قائد الثورة الإسلامية في هذا السياق: نحن مع العدالة ورفعنا رايتها ، ولكن تحقيق العدالة دون مساعدة الطبقة المحرومة والمستضعفة لا معنى له.
وحول خطب صلاة الجمعة ومحتواها ، اعتبر خطبة صلاة الجمعة وخطيبها المتحدث باسم الثورة الإسلامية والمبين والمطالب بمبادئ الثورة ، وأضاف: إن الابداع الكبير لخطيب الجمعة هو اعادة انتاج المفاهيم المعرفية والثورية مثل قضايا مهمة للغاية كالعدالة والاستقلال ودعم المظلوم واتباع الشريعة بما يتناسب مع احتياجات اليوم وبأدبيات جديدة.
واكد آية الله الخامنئي على أن الخطب يجب أن تكون ثرية وتعليمية وتتضمن اجابات على الأسئلة العامة ، وقال: يجب أن تكون أدبيات الخطب دافئة وداعية للوحدة ومفعمة بالأمل وتوعوية ومهدئة، ولا تسبب القلق والاضطراب واثارة القضايا الهامشية والتشاؤم تجاه الوضع الحالي والمستقبلي وخلق ذريعة لهجمات الأعداء.
واعتبر سماحته ان من الامور المهمة في خطب صلاة الجمعة، مواجهة الترويج المستمر للشكوك من قبل الضامرين السوء وقال: إن ساحة المعركة اليوم هي ساحة القوة الناعمة ، والعدو في هذا المجال يسعى لاختراق حصن إيمان الناس القوي وتدميره لان ايمان الشعب هو عنصر انتصار الثورة الاسلامية وصمود الشعب في الدفاع المقدس (في مواجهة الحرب المفروضة من قبل النظام العراقي البائد ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الفترة 1980-1988) وبوجه الفتن واي مجال آخر.
واعتبر قائد الثورة، الانجاز العظيم للجمهورية الإسلامية هو إبطال النقطة المركزية لهوية الحضارة الغربية ، أي "فصل الدين عن السياسة" وأضاف: إن الجمهورية الإسلامية لم تحافظ على نفسها بشعار الدين فحسب ، بل انه مع تقدم إيران فقد خلقت التحدي امام الجهود طويلة الأمد التي يبذلها الغربيون للايحاء بعدم تناسق الدين مع السياسة ، لذا فإن مافيا القوى الغربية ، وعلى رأسها الصهاينة ورأسمالييها ، وأميركا التي تعد الواجهة الخاصة بهم ، غاضبون من هذه الحقيقة اللامعة ، ويخططون باستمرار لمهاجمة الجمهورية الإسلامية.
وأشار قائد الثورة كذلك إلى القضايا التي أثيرت في الأيام الأخيرة بشأن قضية المرأة والحجاب ، وقال: هذه القضايا أثيرت على الدوام منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية ، وان نفس تلك المحاولات الفاشلة تتكرر الان بحجة الحجاب.
وأضاف آية الله الخامنئي: قبل بضع سنوات ، سُئلت في اجتماع عن نوع دفاعي ضد الغرب فيما يتعلق بقضية المرأة ، فقلت: ليس لدي دفاع ، لدي هجوم. يجب على من حولوا النساء إلى سلع أن يدافعوا ويردوا ".
وطرح سؤالا وهو "لماذا هاجمت وسائل الإعلام الرسمية والحكومية الأميركية والبريطانية ومرتزقتها قضية المرأة فجاة ومرة اخرى بحجة الحجاب؟" وهل الغربيون هم المدافعون عن حقوق المرأة الإيرانية حقيقة؟ الغربيون هم الذين إذا تمكنوا من قطع المياه عن الشعب الايراني، سيفعلون ذلك، تمامًا كما حظروا علاج الأطفال المصابين بمرض الفراشة ولم يسمحوا بوصول الادوية إلى هؤلاء الأطفال ؛ هل الغربيون حقا متعاطفون مع المراة الايرانية؟.
وأضاف: حقيقة الأمر هي أن المرأة الإيرانية الابية والموهوبة وجهت إحدى أكبر وأهم الضربات لمزاعم وأكاذيب الحضارة الغربية ، وهم غاضبون للغاية من ذلك.
وقال آية الله الخامنئي: يقول الغربيون منذ سنوات إنه ما لم يتم تحرير المرأة من القيود الأخلاقية والدينية ، فإنها لا تستطيع التقدم والوصول إلى مستويات علمية وسياسية واجتماعية عالية ، ولكن في الأربعين عامًا الماضية ، تمكنت النساء الإيرانيات في ظل ارتدائهن الحجاب الإسلامي والتشادور من الحضور في مختلف المجالات العلمية والاجتماعية والرياضية والسياسية والإدارية والاقتصادية والثقافية وان تحقق نجاحا وشموخا كبيرا.
وأكد قائلا: إن إنجازات المراة الايرانية المسلمة تدحض جهود الغربيين المستمرة منذ مائتي أو ثلاثمائة عام ، ولهذا السبب فإنهم غاضبون من النساء الإيرانيات ، وتحت ذريعة الحجاب يقومون باثارة الشبهات والأجواء.
وأشار إلى طرح موضوع الحجاب في خطب صلاة الجمعة الأسبوع الماضي ، وكذلك في الفضاء الإلكتروني والإعلام ، موضحا بأن هذه القضايا يجب تناولها برصانة ومنطقية شديدة ، وبعيدًا عن الانفعالات غير الضرورية ، ويجب عبر تقديم ادلة واضحة كشف وفضح هذا المنطق الاستعماري الغربي.
وشدد قائد الثورة على ضرورة مواجهة شبهات العدو وضرورة أخذ واجب جهاد التبيين بجدية ، وقال: "ان بعض الافراد صمدوا في الحرب الخشنة (العسكرية) وامام ضربات السيف لكنهم سقطوا في ساحة المعركة الناعمة وضد الشكوك ، وهذا بالطبع أحد أسبابه طلب الدنيا".