kayhan.ir

رمز الخبر: 153928
تأريخ النشر : 2022July19 - 20:41

تركيا على مفترق الطرق

 

ان تأتي قمة طهران الثلاثية بعيد قمة جدة الذي استدعى فيه الرئيس الاميركي بايدن تسعة من القادة العرب لدمج الكيان الصهيوني في المنطقة، لا يمكننا ان نعتبرها صدفة او نفصلها  او القطع بانها جاءت ردا على ذلك  لان طهران خططت لها من قبل وفق استشرافها للتطورات التي شهدها ويشهدها العالم عقب الازمة الاوكرانية التي لطهران موقفها الخاص منها والرافض للحرب وتمدد الناتو في نفس الوقت.

وتأتي هذه القمة في مرحلة يشهد فيها العالم تحولا كبيرا باتجاه القطبية المتعددة وصعود قوى جديدة وافول الهيمنة الغربية وهذا ما اعترف به خلال الايام  الاخيرة طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق حين  اقر "باننا نشهد آخر ايام الهيمنة الغربية على العالم" وما يقصده بالتاكيد هو قطع الايادي الغربية من ثروات العالم.

ومن بين الملفات المهمة المطروحة على جدول اعمال قمة طهران الثلاثية هي العلاقات البينية والملفين السوري والاوكراني اللذان يحظيان باهمية خاصة وبالطبع لا يمكننا البت في الموضوع السوري دون النظر الى المصالح المشتركة الى البلدان الثلاث التي تربطهما علاقات متميزة وتارة استراتيجية كروسيا وايران اضافة الى علاقات الجوار ناهيك عن ان الدول الثلاث ايران وروسيا وتركيا قرروا ادارة خلافاتهم على قاعدة تنظيم العلاقات وتعزيز المشتركات في الوقت الذي لا ننسى ان هدف ايران وروسيا من تعزيز العلاقات مع تركيا الاطلسية هو منعها من الانخراط كليا في السياسة الغربية التي تكن العداء  لشعوب المنطقة والهيمنة عليها ولذلك فان ما يركز عليه الطرف الروسي والايراني في قمة طهران الثلاثية هو اقناع تركيا للذهاب الى الحوار مع الجانب السوري لحل القضايا الثنائية والابتعاد عن الحلول العسكرية وهذا ما اشار اليه سماحة الامام الخامنئي لدى استقباله الرئيس التركي اردوغان بان "اي هجوم على  سوريا سيضر بتركيا والمنطقة برمتها."

ورغم عضوية تركيا في الناتو لكنها لكانت على الدوام تلتقى الضربات من اميركا والغرب اللتان تدعمان الفصائل الكردية التي تطلق عليها  تركيا بالفصائل الارهابية لذلك هي ليست بمأمن من هذه الدول لكن حنينها للغرب يدفعها للوصول يوما الى الاتحاد الاوروبي كعضوا في الاتحاد وهذا يبقى حلما لا اكثر ، لانه من غير الممكن ان ينظر الغرب الى تركيا المسلمة بشكل ايجابي او ان يثق الغرب  ببقاء السياسة التركية الحالية، لذلك لا يمكن لتركيا ان تنقطع عن بيئتها خاصة وان علاقاتها الاقتصادية والتجارية وحاجتها للنفط والغاز الروسي والايراني يدفعها بان ترجح كفة علاقاتها مع روسيا وايران في اطار مصالحها المشتركة وانه من غير الممكن ان تتهرب تركيا من هذه الحقيقة التي تدفعها لتوثيق علاقاتها بدول المنطقة هو عدم شفافية الغرب معه  وخاصة اميركا التي تكن العداء السافر لدول المنطقة وشعوبها ولا يستثنى احدا من ذلك، لذلك يتوجب عليها ان توازن في علاقاتها الدولية وان تبتعد قليلا عن اللعب على المتناقضات من اجل تامين مصالحها وهذا غير مقبول في عرف السياسات الاستراتيجية لدول العالم.