شريعتمداري؛ على اميركا ان تتجرع الغصص فما علاقتك بذلك؟!
طهران/كيهان العربي: خلال حديث لوكالة فارس بخصوص تصريحات وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف والتي ادلى بها مؤخرا، فقد قال مدير مؤسسة كيهان الاستاذ "حسين شريعتمداري": ان السيد ظريف قد تنكر لبعض الحقائق البديهية خلال تصريحاته الاخيرة. وليته بدل ان يذهب للقاضي منفردا كان جلس مع المعنيين اصحاب الراي في حوار مباشر كي يتبين مدى صحة تصريحاته للجميع.
فقد قال ظريف ان اسرائيل قد اغتالت العالم النووي فخري زادة كي تفشل خطة العمل المشتركة، ونرد عليه بالقول: ان الشهيد فخري زاده كان معرضا للاتفاق النووي بشدة، وهذا موثق بالصوت والصورة، مما يعكس مدى معارضته الشديدة لخطة العمل المشتركة، من هنا لابد ان نقول للسيد ظريف بان اسرائيل قتلت فخري زاده كي تتخلص من احد المعارضين لخطة العمل المشتركة ولتبقي على الاتفاق، فان كانت اسرائيل تريد ان تفشل خطة العمل المشتركة عليها ان تغتال من حافظ على هذا الاتفاق.
مضيفا: يا حبذا لو كان ظريف وزملاؤه وبدل كل هذا الثناء لخطة العمل المشتركة، كانوا اشاروا الى واحدة من مكتسباتها! الم تك المفاوضات تؤدي الى خطة العمل المشتركة لاجل الغاء العقوبات؟! اذن فليقل السادة اي من العقوبات قد اُلغيت؟ ولماذا لا يوضحون انه ليس لم يتم الغاء اي من العقوبات وحسب بل تم اضافة مئات العقوبات الاخرى.
واعتبر الاستاذ شريعتمداري ادعاء ظريف ان الشهيد "فخري زاده" كان غير معتنيا لبرنامج حمايته من الامور المستغربة، قائلا: ان الكيان الصهيوني كان يتابع لعشرين عاماً امر اغتيال الشهيد فخري زادة ونصب أعقد الاجهزة لهذا الغرض. فان كان الشهيد فخري زادة غير مباليا لشأن حمايته لتمكنت اسرائيل من قتله بسهولة وما حاجتها لفترة عشرين عاما كي تخطط لاغتياله؟!
وحول قرار مجلس الشورى والقائل بالمبادرة الستراتيجية لالغاء العقوبالات والتي اسماها ظريف بالتخرصات، حين قال "ان من تابع هكذا قرار وطرح نفسه كمرشح لرئاسة الجمهورية لا يدري انه لا يتم انتخابه لاهو كما وليس ظريف عازما للترشيح"، فقد قال شريعتمداري: ان هذا القرار وبعد المصادقة عليه ووجه بمعارضة شديدة من قبل الحكومة السابقة لاسيما السيد روحاني وظريف، حتى انه بالرغم من تبديل القرار الى قانون مشرع تملصوا من تنفيذه ولكن بعد تاكيد القائد المعظم للثورة خضعوا لذلك مضطرين.
فالمبادرة الستراتيجية لالغاء العقوبات غيرت الجدل النووي من الانفعال والاستسلام قبال اميركا الى موقف يطالب الخصم، فالموضوع والنص كان على هذا الاساس انه حين لا تعمل اميركا واوروبا بتعهداتهما نقوم باسترداد المكاسب التي قدمناها تدريجيا، وهذا ما طبقناه.
واضاف الاستاذ شريعتمداري؛ وبعد تطبيق هذا المشروع، وحيث كان لاميركا مواقف ابتزازية الى حينها إضطرت الى موقف انفعالي.
فقبل ذلك واضافة لما حصلت عليه اميركا من مكاسب نقدية من السادة قبال وعود في الشبك، صارت اميركا تطالب بمكاسب اخرى، الا انه مع تطبيق المشروع المذكور تبيين ان مرحلة الدبلوماسية الخاضعة قد ولت لتطالب ايران اليوم بالوعود غير المنفذة وان الحكومة الايرانية غير منفعلة ومتفرجة قبال عدم تعهد الخصم، وانما تسترد المكاسب التي كانت قد اعطتها سابقا واحدة بعد الاخرى.
واستطرد الاستاذ شريعتمداري قوله: وجريا على تداعيات القرار الذي صادق عليه مجلس الشورى، تغير الموقف الاميركي في الاصرار على العودة الى خطة العمل المشتركة التي هي خرجت منها، و صارت ايران ومن موقع القوة لا تسمح لاميركا دون الغاء جميع العقوبات وتقديم ضمانة موثقة لايمكنها العودة الى الاتفاق النووي.
وهنا نسأل السيد ظريف أليست المبادرة الستراتيجية من دفعت اميركا واوروبا للانفعال والخضوع ؟!
فانت من ضمنت توقيع جون كيري فلماذا لضعف وتلعثم اولاء للعودة الى خطة العمل المشتركة لا تسترق السمع؟! فان كان قرار المجلس ونتيجته عين الواقع، وهو كذلك، فلماذا يرجح السادة الموقف الانفعالي قبال اميركا على النهج المقتدر للحكومة الثالثة عشرة ؟! وبشكل عام لماذا يصنفون الموقف المقتدر لايران ضد اميركا بانه موقف ضدهم؟! فعلى اميركا ان تكون ممتعضة وما علاقتكم بذلك؟!
وتابع الاستاذ؛ ان قصد ظريف من ذلك الشخص الذي رشح نفسه لرئاسة الجمهورية هو السيد قاليباف، الذي بذل سعياً وفيراً لايصال قرار المجلس الى مرحلة المصادقة فحين تم طرح مشروع القرار، كان بعض نواب المجلس الواقعين تحت تاثير ضغوط رجال حكومة روحاني يشيرون الى احتمال رد قاسٍ من اميركا (اذا ما تمت المصادقة على هذا القرار)، وقدم السيد قاليباف وسائر الموافقين للمشروع، بانه اذا استمر الجدال النووي بهكذا مسار. فانه ليس سيؤدي الى انهيار البرنامج النووي الايراني وحسب بل ان اقتصاد البلد سيصيبه الخلل للابد.
وباستدلال منطقي مستل من الواقع نصل الى ان كل امل اميركا مبني على انفعال وخنوع الفريق النووي لادارة روحاني، ولذا ينبغي انهاء هذا الانفعال مؤكدين انه في قبال نكث اميركا واوروبا للعهود، التقليل التدريجي للمكاسب التي قُدمت والذي هو حق مسلم لبلدنا.
واردف الاستاذ شريعتمداري؛ ومن هنا فان على السيد ظريف وسائر رجال دولة روحاني ان يثنوا على السيد قاليباف وسائر المعنيين بالمصادقة على مشروع المبادرة الستراتيجية وتخليص البلد من الخنوع والاستسلام قبال ابتزاز اميركا، الا انه غير معلوم لماذا يتجرع هؤلاء الغصص بدل اميركا؟!
وبخصوص ما قاله ظريف بان دافع قاليباف من سعيه للمصادقة على المبادرة الستراتيجية بالغاء العقوبات، ينحصر في التحضير لترشيحه في للانتخابات الرئاسية، يقول الاستاذ شريعتمداري: ان هذا القسم من تصريحات السيد ظريف مثير للاستغراب. اذ ان قاليباف قد اعلن عدم رغبته الترشح لرئاسة الجمهورية بعد رئاسته للمجلس، ولا يُدرى ما الدليل والقرينة التي اعتمدها ظريف في اطلاق ادعاءاته؟!
واشار مدير مؤسسة كيهان بخصوص تصريحات بايدن والقاضية بان الضغوط على ايران ستستمر حتى عودة ايران الى خطة العمل المشتركة، قائلا: وهذا كذلك دليل آخر على عدم صحة تصريحات السيد ظريف. فالسادة حتى دون ان يقدموا مكسباً واحداً لخطة العمل المشتركة، يهموا بالثناء والتمجيد ويطرحوا الاتفاق بلسان اميركا ، وهنا نسال السيد ظريف إن كانت خطة العمل المشتركة بلسان اميركا فلماذا تلتمسونها للعودة للاتفاق؟! فهل مازال السيد ظريف يرى ان "اسرائيل اغتالت فخري زاده كي تفشل خطة العمل المشتركة"؟! وهل مازال يعتبر المبادرة استراتيجية لالغاء العقوبات تخرص؟ ويوجه اللوم للسيد قاليباف لما بذله من مساعي للمصادقة على مشروع القرار ؟!