المسيرات ستأتي بالنفط والغاز وليس المفاوضات
بعد ان دفعت المقاومة الاسلامية وفي وقت استثنائي بمسيراتها المتنوعة الى حقل كاريش المتنازع عليه مع العدو الصهيوني التي هي في الاساس ثروة فلسطينية مغتصبة، تغيرت اجواء المنطقة بشكل لم تصدم الكيان الصهيوني وحماته الغربيين فقط بل حتى المطبعين المتوهمين يوما بان العدو الصهيوني سيحميهم في وقت هو عاجز عن حماية نفسه. واليوم بعد ان حلقت مسيرات المقاومة الاسلامية الغير مسلحة فوق حقل كاريش وانجزت المهام التي انيطت بها دخل العدو في دوامة من الذعر والقلق الشديدين لعجزه التام عن كشف تحركات المقاومة الاسلامية والتنبؤ بما ستقدم عليه وما اقدمت عليه المقاومة قبل ايام كان رسالة بليغة ومتعددة الجوانب وهذا ما اربك العدو وحساباته وبان التخبط عليه واضحا لا يعرف كيف يتصرف لعجزه عن كشف المعلومات المرتبطة بالعملية لذلك حاول يائسا وعبر نشر فيديو مزيف عن تحليق مسيرة لاعوام خلت على انها عائدة لحزب الله عسى ان تستدرج المقاومة لعرض الفيديو الاصلي ليستفاد منه العدو ويحصل على بعض المعلومات.
لكن المقاومة الاسلامية الكتومة وكما عودنا سابقا حزب الله وامينها العام ان العدو اغبى من يدفع الحزب لاعطاء المعلومات مجانا وانه سيحتفظ بالاسرار حتى يكشف زيف العدو وتخبطه وفضائحه وهذا ما ظهر لحد الان في هذه العملية الجريئة التي تعتبر استراتيجية بامتياز لما تشكله عملية نوعية جاءت بوقتها. ففي البداية ادعى العدو انه اسقط المسيرات الثلاثة ثم عاد ليعترف بانه اسقط احدها اما الاثنان الاخران فقد اخفق في اسقاطهما وحتى اللحظة لم تكشف الحقائق كما هي وان المقاومة متكتمة على ذلك لتزيد من ارباك العدو وتخبطه.
فما نفذه حزب الله عبر مسيراته السلمية فوق حقل كاريش ليس للاستطلاع فقط انما هو رسالة تمهيدية لما وراءها حتى يعرف العدو حدوده ولا يتخطاها ويحسب الف حساب قبل ان يقدم على اي شيء فانه بالتاكيد سيقيم الوضع بكل جوانبه فيما اذا كانت هذه المسيرات قتالية او انتحارية او صاروخية؟!
وفعلا انتكس الكيان الصهيوني وشعر بخيبة امل كبرى وعجز تام في مواجهته لهذه المسيرات السلمية، فرفع شكواه الى الولايات المتحدة الاميركية والعالم بان حزب الله اصبح تهديدا للطاقة العالمية.
وكما يقال شر البلية ما يضحك ان الكيان الصهيوني الذي زرعه الغرب ليكون حاميا لمصالحه اصبح اليوم وبالا عليه ولابد ان يتحمل هذا العبء حتى ينكسر ظهره. فمجيء بايدن للمنطقة خلال العشرة ايام القادمة كما صرح هو لحماية "اسرائيل". لكننا واثقون ان هذه الحماية ستزعزع كلما تعرضت المصالح الاميركية والغربية للخطر في المنطقة.
ولا ننسى ان نشير الى القرار الاخير لقيادة القوات الاميركية المركزية الموجودة في اوروبا في نقل مقرها الى الكيان الصهيوني وهذه اشارة صريحة اخرى لمدى الخشية الاميركية من مستقبل الكيان الصهيوني.
ما فاجئ اميركا والعدو الصهيوني هو دخول المقاومة الاسلامية بهذه الجرأة وبشكل مباشر على البحر وعبر مسيراته للحفاظ على حقوق الشعب اللبناني من نفط وغاز وهذا ما لم يكن في حسابات العدو وحماته خاصة وان الاميركان الذين وضعوا من انفسهم وسطاء لحل هذه المشكلة ليسوا حياديين بل هم لصالح الطرف الصهيوني فقط. ولتعلم القيادة اللبنانية ان ارضاء الاميركان لا يأتي بالنفط والغاز الى لبنان، فحل المشاكل كامنة في موازين القوى على الارض وليس عبر المفاوضات فالمسيرات وحدها هي من تضمن النفط والغاز للشعب اللبناني وليس غيرها.