هل توقعت أوروبا أن تتنازل إيران في الدوحة تحت ضغط زيارة بايدن؟
قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، ان "المفاوضات في الدوحة جرت في الإطار الذي تم تحديده مسبقا". بينما قال المنسق الأوروبي للمفاوضات، إنريكي مورا،: "ان يومين مكثفين من المحادثات غير المباشرة في الدوحة بشأن خطة العمل المشتركة الشاملة، لم يُحرزا، لسوء الحظ، التقدم الذي كان يأمله فريق الاتحاد الأوروبي، كمنسق، بعد".
باقري أضاف، "أن العمل قائم حاليا مع مورا، لتحديد مكان المفاوضات المقبلة وزمانها". فيما اكد مورا "سوف نستمر في العمل بإصرار أكبر على إعادة الصفقة الرئيسية إلى المسار الصحيح" .
هناك تصريح ثالث كان هاما بشان مفاوضات الدوحة هو لمستشار الفريق الإيراني المفاوض، محمد مرندي، الذي أكد فيه: ان "التوقعات لم تكن تشير إلى أن المفاوضات ستنتهي إلى حل إيجابي في يومين فقط".
ما دفعنا لسرد هذه المواقف، هو ما ذكرته بعض الصحف العالمية، من ان الاوروبيين كانوا يعتقدون ان مفاوضات الدوحة، قد تشهد تنازلات من جانب ايران، تحت ضغط الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الامريكي جو بايدن للمنطقة، وما قيل عن أهدافها، مثل تأسيس "ناتو عربي اسرائيلي" لمواجهة ايران، وكذلك توحيد أنظمة الدفاع الجوي للسعودية والامارات والبحرين و"اسرائيل"، وانهم، اي الاوروبيين، أقنعوا الامريكيين بالمشاركة فيها وعدم تفويت الفرصة، وهو ما يفسر السرعة التي تم بها تحديد مكان وزمان الاجتماع، بعد زيارة وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل الى طهران.
بدورنا لا نؤكد ولا ننفي ما ذهبت اليه تلك الصحف بشأن تلك المعلومة، ولكن الشيء الوحيد الذي يمكننا تاكيده دون اي تردد، هو ان ايران لم ولن تتنازل عن خطوطها الحمراء تحت اي ظرف كان. كما انها لم ولن تقع تحت تأثير اي حدث اقليمي ولا حتى دولي، فهي تمتلك من القوة والحنكة والحكمة ما يجعلها تدافع عن حقوقها المشروعة، ولن تتنازل عنها.
لقد شهدنا كمية هائلة من التصريحات "التهديدية"!، الامريكية والاوروبية والاممية، قبل وبعد مفاوضات الدوحة، والتي كانت "تؤكد" على ان مفاوضت الدوحة هي الفرصة الوحيدة المتبقية لإحياء الاتفاق النووي امام ايران، وان فرص انقاذ الاتفاق النووي تقلصت، وهناك من قال انها انتهت وعلى امريكا ان تدرس خيارات اخرى، إلا ان المفاوض الايراني، لم يعر اي هتمام لكل تلك الضجة، وبقي متمسكا بحقوقه، رافضا اي تفريط بها، لا في فيينا ولا في الدوحة ولا في اي مكان آخر، وليس امام القوى الكبرى، إلا الاعتراف بهذه الحقوق، فإنه افضل خيار أمامها، أما الخيارات الاخرى التي تلوّح بها بين وقت واخر، فهي خيارات فاشلة، واكدت تجربة العقود الاربعة الماضية ذلك، لذا عليها ان تغتنم الفرصة التي ستوفرها ايران لها مرة اخرى، وتأتي الى طاولة المفاوضات، بعيدا عن "تأثيرات" بايدن و زيارته والتهديدات "الاسرائيلية" والتحالفات العسكرية.