الى الزوال لا محالة
ما صرح به نفتالي بينيت رئيس وزراء الكيان الصهيوني مساء الجمعة للقناة 12 ينذر بوقوع حرب اهلية ستشهدها الاراضي الفلسطينية المحتلة وبالطبع ستكون مقدمة لانهيار هذا الكيان الذي يشارف على نهايته وفقا للمعطيات الموجودة على الارض والانقسامات العميقة التي يشهدها المجتمع الصهيوني، وقد اعترف نفتالي بينيت بمرارة وذهب الى ابعد الحدود ليقول "انا اخشى ان نفقد الدولة" ويكمل "ونحن في ذعر وجودي فاننا هكذا سندخل في الحرب الاهلية.
واكثر ما يخشاه نفتالي بينيت في هذه المرحلة التي يمر بها الكيان الصهيوني هو الازمة المتنامية التي تعصف بالحكم في "اسرائيل" وهي نتيجة طبيعية لان الصهاينة الذين جيء بهم من اصقاع الارض ينتمون الى ثقافات مختلفة والتميز العنصري يفتك بهم ولا يمكن لهذا الوضع ان يستقر بهم لان الوعود التي جاؤوا من اجلها لم ولن تتحقق كما ان توالى الانتخابات المتعددة في سنوات قليلة تؤكد على ان المجتمع الصهيوني يواجه ازمة حكم حيث لا تستند الى ارضية صلبة بل هشة تماما لان كل طرف يريد الغاء الطرف الاخر وهذا يؤكد ان الانقسام العمودي بدأ ينخر الجسد الصهيوني الماثل للزوال.
فاعتراف نفتالي بينيت المرير للانقسام العمودي بات حقيقة واضحة لا يمكن التستر عليها وما قاله في هذا المجال :"اذا الغى كل طرف الطرف الاخر فلن نشكل حكومة ونحن سنتجه الى اربع عمليات انتخابية اخرى." هذا الكلام يؤكد الشرخ العميق الذي بات يهدد الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة. هذا بالطبع يرتبط بالوضع الداخلي والمخاطر الحقيقية التي تواجه الكيان الصهيوني اما الاخطار الخارجية التي يشكلها محور المقاومة على هذا الكيان بات امرا محسوما وحتميا لازالة هذا الكيان من وجوده لانه كيان مصطنع ومؤقت اراده الغرب بوابة لمصالحه في المنطقة لكن اليوم تحول الى عبئ كبير يثقل كاهل الغرب وخاصة اميركا التي تفكر عن مخرج لمحنتها عبر دمج هذا الكيان بالمنطقة من خلال التطبيع لكن هيهات وهيهات ان يحصل ذلك فتجربة مصر والاردن التي تمتد لاربعة عقود لازالت ماثلة امامنا وقد انعكست سلبا على الطرفين لكن هذه المرة ستختلف الامور كثيرا لان الدول المطبعة هي من ستدفع الثمن الاكبر جراء خيانتها واشهار عدائها للشعب الفلسطيني وجهاده.
والامر الاخر الذي يرعب الكيان الصهيوني ويضعه على حافة الانهيار تعاظم اقتدار حزب الله وحماس وهذا ما يعترف به الجنرالات الصهيونية في لواء الاحتياط بفشل السياسات الاسرائيلية في مواجهتهما.
فتركيز العميد "تسفيكا فوغل" في لواء الاحتياط على امتلاك حماس 10 آلاف صاروخ وامتلاك حزب الله لـ 160 الف صاروخ يدلل على مدى الهلع والخوف الذي يسود المجتمع الصهوني خاصة وانه يتساءل هل ننتظر ان تصيبها الصدأ.
اما "عاوس يدلين" الضابط الاخر في لواء الاحتياط الصهيوني يشير الى عمق القلق الذي ينتاب المجتمع الصهيوني ولا يمكن تجاهله لانه يشكل خطورة حتمية على اسرائيل حين يقول :"الامر مقلق والذي لم يعيروه انتباها كافيا في اسرائيل هو موضوع مشروعية دقة الصواريخ الخاصة بحزب الله."
اما اعتراف العقيد الاخر "كوبي ماروم" في لواء الاحتياط الاسرائيلي يكشف عمق الازمة التي تواجه كيانه حين يقول للقناة 12 الاسرائيلية ان "قيادة حماس في غزة تنتصر على "اسرائيل" في كل الساحات.
فاليوم يواجه الكيان الصهيوني مخاطر ومشاكل عويصة تفوق كل التصورات فلا عمليات التطبيع ولا الاندماج ولا مؤتمرات الادارة الاميركية الحالية ولا قبلها التي جمع فيها ترامب المطبعين الذيليين في السعودية ان تحول دون تفكك هذا الكيان الذي مآله الزوال الحتمي.