kayhan.ir

رمز الخبر: 152526
تأريخ النشر : 2022June21 - 20:20

سلاماً ايها القائد على جنح الصبا

 

حسين شريعتمداري

1 ـ ضمن ترنيمات كبار الشعراء العرفاء نقرأ؛

ـ ان تلاعب الصَبا خصال شَعرك

ستكون فخاخاً لكل فؤادِ

وسفينة صبرنا ان تسالمت لبحر الهموم

تلاطمت ألواحها بعواصف كل عادِ

ـ إن لم يكن العشق وحالات جفاك

من كان يسمع لحديث ذي شجون؟

وان لم تكن نسمة تلاعب ضفائرك

من كان يكشف وجهك لعاشق مجنون؟

ـ سعيد من سبيلك باي شكل سلك

ووصالك من لم يتمناه لعذر هلك

ووجهك باي منظار رأيناه مَلَك

ومن اختار اسمك باي لغة ملك

2 ـ لقد اسموه غائباً، لانه ليس بظاهر لا لانه غير حاضر. فالغيبة بمعنى عدم الحضور، بمثابة اتهام غير مقبول تم إلصاقه به، ومن كان على هذا الشكل من الاعتقاد فقد ضل في سلوكه الطريق.

فمجيء الذي ننتظره يعني ظهوره وليس حضوره سيما ومريديه يخاطبونه ليل نهار. فيطلبون من الله ظهوره وليس حضوره، اذ عندما يظهر يعض الجميع على اصابع الحيرة ويقولون على عجب انهم قد رأوه سابقا، وحقا ما قالوا، لانه هو بين ظهرانينا، فهو إمامُنا ولا يوجد إمامُ تفتقده اُمته...

ومن أقواله عليه السلام التي جاءت في توقيعاته؛ "انا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولو لا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الاعداء...".

3 ـ ان النشيد "سلاماً ايها القائد" قد عبر بسرعة فاقت التصورات وبتعجيل اعجازي ليس كل انحاء ايران الاسلامية وحسب بل تجاوز الحدود الجغرافية ليصل لكل مكان وطأته قدم مسلم وكل بلد يقطنه المسلمون، فسخّر القلوب ولهجت بألحانه الشفاه من اعمال القلوب. فلا نقترن إنشودة "سلاماً ايها القائد" بمستوى نشيد عادي، اذ تحول بلطافة موسيقاه ومتانة فحواه الى نشيد وطني وعلماً تستظل الاُمة الاسلامية. فمفرداته الآسرة للنفوس، تعبير للاسلام المحمدي الاصيل، وفرقان للاسلام الاصيل عن ما هو مبتدع وما اُملي عليه التحريف. فهو خطاب من مهجة الفؤاد الى مرادنا الغائب ـ ارواحنا له الفداء ـ، بان "سلاماً ايها القائد، يا قبلة كل سائق! ورائد كل لاحق...".

4 ـ ان نشيد "سلاماً ايها القائد" بمثابة ورقة هوية ثورتنا الاسلامية، وبطاقة الشعوب المسلمة. "فيا عشق روحي يا امام زماني ... ان الدنيا لا معنى لها دونك .. فهلم يا روحي هلم، تعالَ لاكون جنديك ... لاكون من انصارك... فانا متيم بك... فالسيد علي قد استدعى فتيانه اليافعين... فعهد علي ان اكون رهن اشارتك، اعاهدك ان اصبح كقاسم سليماني.. اعاهدك أن أظل وفياً للنظام... فلا تنظر لصغر قدماي اذ عندما يحين الحين تستنهضني قدماي... ولا يغمك قحط الجنود، سيدي ان جنودك ولدوا تواً و..."

ان النساء، والرجال، شيباً وشبابا، سيما اليافعين والاطفال الصغار، بحماس يملا الافكار، وقلوب عشقه فوار، يرددون نشيد سلاما ايها القائد للغائب العزيز بقية الله الاعظم (ارواحنا له الفداء).

ففي انشادهم التقت جميع طبقات الشعب باذواقهم الاجتماعية المتباينة. وحين يصل بالنشيد الى مقطع السلام العسكري تتزاحم قطرات الدمع في الاحداق، فلماذا تفيض عيون الاطفال ممن لم يبلغوا السادسة والسابعة من العمر، بالدمع المدرار؟!

... وكأنهم رهنوا دموع العين سنداً لـ "لا تنظر الى صغر اقدامنا فنحن ننهض لاجلك" و...

5 ـ ان امامنا الراحل ـ رضوان الله تعالى عليه ـ اشار الى الاختلاف في المعادلات الحاكمة في عالم السلطة، كما ونوه مراراً سماحة قائد الثورة الى "الانعطافة التاريخية". فما يدرينا؟ لربما تترطب شفاه سالكي طريق الامام والملازمين لركاب زعيم الثورة عند عبورهم منعطف التاريخ، بهذه الترنمية الملكوتية. انها شقشقة من القلوب خرجت وفي القلوب استقرت.