kayhan.ir

رمز الخبر: 151027
تأريخ النشر : 2022May24 - 20:18

الحرب في أوكرانيا.. والسقوط الحر للصحافة البريطانية

 

لا توجد صحافة غربية مثل البريطانية، لها هذه الدرجة من الثقة بالنفس!، فهي تعتقد ان العالم اجمع يقرأها عندما تكتب عن اوكرانيا، وان هذا العالم، ليس له اي مصدر آخر لمعرفة ما يجري هناك سواها، بينما الحقيقة هي عكس ذلك بالمرة، فقد اثبتت الصحافة البريطانية، مدى تهافتها وتفاهتها، وهي تكتب عن روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين والحرب الدائرة في اوكرانيا، فالفوقية الفارغة والحقد الاعمى على روسيا، جعل هذه الصحافة تنفصل بشكل فظيع عن الواقع.

على سبيل المثال لا الحصر المقال الذي كتبه قبل ايام دانيال جونسون في صحيفة "صاندي تلغراف" البريطانية، والذي كان عبارة عن مجموعة من السباب والشتائم ضد بوتين، وتحريف واضح لما يجري في ساحة المعركة في اوكرانيا.

يقول جونسون:" ان بوتين هو أكثر زعماء العالم عزلة في العالم، وقبل 3 أشهر غزا أوكرانيا ليثبت أن روسيا هي قوة عظمى من الدرجة الأولى ليكشف أنها قوة عالمية من الدرجة الثالثة".

واضاف:"كما أن تظاهر بوتين بأنه عبقري سياسي.. تكذبه عزلته الكاملة تقريبا، فالمستبد أصبح سجينا لجنون العظمة.. وبدا أستاذ سياسة الواقع في مصيدة، فقد فيها ثلث قواته الغازية بدون نتائج ليظهرها".

واضاف ايضا: "وكان دور بوتين المهيمن على الجيش والحياة المدنية سببا في تكبد الجيش الروسي أسوأ هزائمه منذ الحرب العالمية الثانية في أوكرانيا. وكان الهجوم المتعدد الجبهات يقصد باستخدام القوات المحمولة جوا للسيطرة على الحكومة الأوكرانية وثانية من الشمال للسيطرة على كييف وجيش ثالث يسيطر على ماريوبول وبحر أزوف وساحل أدويسا".

بعيدا عن كل ما تقوله الصحافة البريطانية، والذي لا يعدو سوى بروباغندا باهتة ، فإن اوكرانيا التي استفزت روسيا بتهديدها الدائم بالانضام الى حلف الناتو، بتحريض امريكي واضح، دفعت ومازالت تدفع أثمانا باهظة من جغرافيتها وامنها واقتصادها ووحدة شعبها ومستقبلها، فالجيش الروسي يتقدم و فق مخطط مدروس، يستهدف حرمان اوكرانيا من كل سواحلها على بحر ازوف والبحر الاسود، فاليوم وبعد سيطرة روسيا على ماريوبول، تكون اوكرانيا فقدت نحو 90 بالمائة من سوحلها على بحر ازوف والبحر الاسود، حتى بات بحر ازوف بحيرة داخلية في روسيا، واذا ما واصل الجيش الروسي تقدمه بعد ماريوبول، صوب ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود، وهذا هو المتوقع، تكون اوكرانيا قد عُزلت عن العالم بحريا.

في المقابل فان الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي، الذي كان يتوقع ان يهبّ الغرب والناتو للدفاع عن اوكرانيا، بات يتلقى الصفعات لا من روسيا فحسب بل من حلفائه الغربيين، وآخر هذه الصفعات جاءت من الوزير الفرنسي المنتدب للشؤون الأوروبية كليمان بون، الذي خيب امال زيلينسكي عندما اعلن يوم أمس الأحد :"علينا أن نكون صادقين… إذا قلنا إن أوكرانيا ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي في غضون ستة أشهر أو سنة أو سنتين فنحن نكذب. ذلك ليس صحيحا. سيستغرق على الأرجح 15 أو 20 عاما وهو وقت طويل.. لا أريد أن نبيع الأوكرانيين أوهاما وأكاذيب".

الكارثة الكبرى التي انزلها زيلينسكي باوكرانيا لم تنزل بعد، فهناك خبراء عسكريون تحدثوا عن سيناريوهات كارثية قد تنزل باوكرانيا في قادم الايام، اذا ما زحف الجيش الروسي نحو اوديسا غربا، او نحو الشمال الشرقي لمحاصرة القوات الأوكرانية في دونباس، او نحو الشمال الغربي صوب مدينة دنييبرو، فكل هذه السناريوهات في حال وقوعها، تعني خسارة اوكرانيا شرقها كله وجميع سواحلها وموانئها واراضيها الخصبة ومصانعها، بينما مازال أمثال جونسون في الصحافة البريطانية والغربية، يواصلون النفخ في زيلينسكي وشتم بوتين!!.

العالم