بذلت اميركا والسعودية محاولات محمومة من اجل ان لاتنعقد الانتخابات البرلمانية اللبنانية وبذلتا جهودا مضنية من اجل هذا الامر لانهما كان يدركان ان رياح الانتخابات ان عقدت "ستجري بما لاتشتهي السفن".

ولكن اصرار الشعب اللبناني على انعقادها اسقط مافي يد الاميركان والسعوديين وحلفائهم من العملاء رغم الاجتماعات المتكررة للسفير السعودي "البخاري" والضغوط التي مارسها  بالاضافة الى الاغراءات المادية الكبيرة التي منحها لاعداء المقاومة من الكتل السياسية اللبنانية.

وبالامس ورغم كل الصعوبات والمعرقلات برمي العصي في عجلة  الانتخابات الا ان جهودهم باءت بالفشل وتم اجراؤها وبسلاسة تامة ومن دون اي خروقات امنية بحيث هب اللبنانيون من جميع الطوائف وبصورة غير متوقعة للمراقبين بالذهاب الى مقرات الاقتراع للادلاء باصواتهم وانتخاب من يرونه يخدم مصالحهم ويحافظ على حياتهم المعيشية والاجتماعية .

ولما لازالت عملية فرز الاصوات مستمرة الا ان المؤشرات الاولية قد اظهرت نتائج مذهلة اتضح فيها ان اللبنانيين كانوا اوفياء للمقاومة وقادتها ومن يقف معها من الكتل السياسية الاخرى بحيث  اعتبر رئيس التيار الوطني في لبنان جبران باسيل ان نتائج الانتخابات اثبتت ان المشروع الاميركي السعودي لفي لبنان قد انكسر .

وقد سلطت نتائج الانتخابات على حركة تيار المستقبل حالة من اليأس بحيث جاء رد فعل زعيم الحركة سعد الحريري بالقول من ان تياره قد فقد نحو ثلث مقاعده في أول انتخابات برلمانية في لبنان منذ 9 سنوات. وكذلك انسحب الامر على حركة القوات وغيرها من الحركات التي كانت تتربص بحزب الله.

وفي الجانب الاخر ذكر مراقبون للعملية الانتخابية ان التحالفات التي يشكل فيها حزب الله طرفا الاوفر حظا في حصد اكبر عدد من مقاعد ويمكن القول ان الاغلبية جعلت من هذا التكتل الفائز رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في اي تفصيل سياسي لبناني مهما كبر اوصغر منها حركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب الديمقراطي اللبناني وغيرهم من الاحزاب الوطنية بحيث يمكن التأكيد ان هذه الانتخابات سترسم خريطة سياسية جديدة.

واخيرا وفي أول تعليق له على نتائج الانتخابات، وصفها زعيم حزب الله، حسن نصر الله، بأنها "نصر سياسي ومعنوي لخيار المقاومة"، المصطلح الذي يستخدمه الحزب لوصف نفسه وحلفائه الإقليميين.