kayhan.ir

رمز الخبر: 150573
تأريخ النشر : 2022May16 - 21:28

محادثات فيينا أمام مفترق طرق

 

 

أحمد القزويني

تقف محادثات فيينا لإلغاء الحظر عن إيران عند مفترق طرق بسبب تعنت الجانب الأمريكي ومواقفه المتذبذبة، في الوقت الذي قدمت الجمهورية الإسلامية في إيران مواقف ثابتة وحددت خطوطها الحمراء وأكدت أن الكرة اليوم في ملعب واشنطن لتظهر نواياها الحسنة وتثبت للعالم أجمع أن بالإمكان الثقة بها مرة أخرى.

فطهران أبدت تعاوناً كبيراً في إطار محادثات فيينا كما أكدت أكثر من مرة إن هذه المحادثات لم تصل إلى طريق مسدود وقد سمحت في هذا الإطار بزيارة مفاوضُ الاتحادِ الأوروبي في المحادثاتِ إنريكي مورا للبلاد والتباحث مع المسؤولين الإيرانيين.

كما وتوجت إيران تعاونها مع المجتمع الدولي من خلال التفاهم الطوعي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدت بدورها التعاون الإيراني من خلال أكثر من تقرير صدر عنها في هذا المجال رغم أن هذا التعاون أضر في مرحلة من المراحل بالمصالح الإيرانية عندما تم إستهداف بعض المنشآت النووية الإيرانية بعد أن سُربت معلومات عنها إلى أعداء إيران.

فقامت إيران بكل ما يلزم لضمان سلامة وأمن إنجازاتها النووية واستمرار برنامجها النووي للأغراض السلمية في التقدم نحو الأمام،

ومن هنا جاءت الخطوة الإستراتيجية الإيرانية  في حماية منشآتها النووية عندما اعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنتاج أجزاء أجهزة الطرد المركزي في ورشة جديدة بمجمع الشهيد احمدي روشن في نطنز بعد نقل المعدات من مجمع تسا الصناعي في كرج قرب العاصمة طهران.

وقد تسببت الأعمال التخريبية خلال السنوات القليلة الماضية والتي تحمل الكيان الصهيوني المسؤولية عنها بشكل ضمني، في إلحاق الضرر بالمنشآت النووية الايرانية في ظل صمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعدم اهتمامها بضرورة القيام بدور مسؤول في حماية الأنشطة النووية السلمية للدول.

لكن ورغم ذلك؛ لم تقطع إيران الأمل.. وظلت تؤكد على الدوام بأن التوصل إلى إتفاق مستديم في محادثات فيينا بحاجة إلى قرار قوي وشجاع من قبل أمريكا وذلك للتعويض عن نهجها الخاطئ.

لكن الولايات المتحدة لم تظهر مثل النوايا المطلوبة فحسب بل عملت على عكس ذلك تماماً حيث أصدر الكونغرس الأمريكي قراراً يدعو الحكومة إلى عدم إزالة حرس الثورة الإسلامية مما يسمى بقائمة الإرهاب وهي الخطوة التي جاءت استرضاء للكيان الصهيوني وأعادت الأمور إلى المربع الأولى، مما يؤكد أن سياسةَ الضغوطِ القصوى الاميركية هي السببُ وراءَ الوضعِ الراهن.

هذا وكانت مصادر مطلعة في إيران كشفت بأن عرقلة الولايات المتحدة لمحادثات فيينا جاءت بسبب عدة مواقف.. من بينها إن واشنطن ترفض رفع الحظر عن حرس الثورة الإسلامية رغم تأكيد العديد من القادة الإيرانيين بأن رفع هذا الحظر يشكل أولوية بالنسبة لإيران.

المصادر كشفت أيضاً أن  الولايات المتحدة طلبت من إيران التخلي عن المطالبة بالإنتقام لجريمة إغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني وكذلك طالبت واشنطن بطرح قضية الدور الإيراني في المنطقة على طاولة المفاوضات وهي أمور ترفضها إيران جملة وتفصيلا.

وبغض النظر عن الإتجاهات التي تسير فيها محادثات فيينا إلا إن إيران أكدت أنها ستواصل مسيرتها النووية للإغراض السلمية وفقاً لتعليمات قائد الثورة الإسلامية الذي دعا في إحدى خطاباته الأخيرة مسؤولي البلاد إلى عدم تأخير عملهم من أجل المحاثات على الإطلاق، وأن عليهم التخطيط واتخاذ الإجراءات لحل المشاكل على أساس حقائق البلاد.