مبادرة التعاون الخليجي لانقاذ "الرياض"
مهدي منصوري
تصريحلدبلوماسي خليجي لم يفصح عن اسمه لصحيفة "القدس العربي" الذي قال فيه "إن مجلس التعاون يجري استعدادات مكثفة لعقد مؤتمر في الرياض للحوار الشامل بين الأطراف المتصارعة في اليمن، سيدعى إليه سياسيون وفاعلون ووجهاء وشيوخ قبائل من جميع الأطراف بما فيهم حركة انصار الله ، للخروج برؤية للحل السياسي في اليمن" قوبل من قبل المراقبين للشأن اليمني بنوع من الاستغراب مصحوبا بالاستهزاء بحيث طرحت تساؤلات حول هذا التصريح ومن اهمها اين كان مجلس التعاون الخليجي وخلال السنوات الثمانية ودماء اليمنيين تنزف والبنى التحتية تدمر من خلال القصف السعودي اليومي الاهوج الذي استهدف حتى الاطفال الرضع؟ واين هو من الحصار القاتل الذي يعيشه اليمنيون الذي حرمهم من الدواء والغذاء؟. وهل كان يعلم بهذه الامور ام انه "كالنعامة التي تدس راسها في التراب" ؟
فالاجابة على هذه التساؤلات لم تكن صعبة او غامضة بل واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار لان التعاون الخليجي والذي عقد عدة مؤتمرات لم يذكر معاناة الشعب اليمني ولم ينبس ببنت شفة حول العدوان الظالم فما "حدا مما بدا" ليأتي اليوم وفي خطوة يريد منها الضحك على الذقون وذر الرماد في العيون .
وسؤال مهم يطرح نفسه لو ان السعودية انتصرت في هذا العدوان على اليمن فهل ينبري للدعوة الى الاجتماع، وهل من الممكن ان يقبل عاقل ان يطلب من الضحية التي عانت ولازالت تعاني من العدوان السعودي الغادر ان تجمعه مع جلاده الذي لايملك الرحمة بحيث وخلال هذه السنوات الثمانية لم يوقف عدوانه في اي من المناسبات الاسلامية.
وفي رد اولي على هذه المبادرة قال محمد علي الحوثي في تغريدة على "تويتر" : "ما يثار في الإعلام عن دعوة المجلس للحوار هي في الواقع دعوة الرياض". اي وبعبارة اوضح رغم ان الدعوة جاءت على لسان التعاون الخليجي الا ان الواقع هي دعوة الرياض لانها تعيش اليوم مأزقا كبيرا والتي اوحلت في اليمن وانها تواجه صعوبات لانتشال نفسها من الحرب باهظة الكلفة التي سقط فيها عشرات الآلاف من الضحايا أغلبهم من المدنيين ودفعت باليمن إلى شفا المجاعة.
وقد اتضح للجميع ان النظام السعودي قد مني بهزيمة في اليمن وهو عاجز اليوم عن احراز أي تقدم عسكري ميداني رغم مالديه من امكانيات وما يقدمه الاميركي والبريطاني.
واخيرا فان هذه الجرائم لن تثني الشعب اليمني عن استمراره في مواجهته للعدوان السعودي الاميركي وبهذه الاعمال الشنيعة يدق النظام السعودي مسامير نعشه لاسيما والجريمة لا تسقط بالتقادم وستزيد الشعب اليمني ثباتا واصرارا وعزيمة على المضي في حسم المعركة وطرد الغزاة والمحتلين والحاق الهزيمة بالاعداء.
ولذا لابد ان ينصب التفكير على امر مهم جدا وهو ايقاف العدوان فورا ورفع الحصار القاتل واخراج المرتزقة من اليمن عندها يمكن التفكير بالذهاب للحل السلمي.