مملكة تسللت من القرون الوسطى
هو الابشع والافضع في تاريخ المملكة الاسود ان ترتكب عملية اعدام جماعية حيث يعجل بن سلمان الخطى متوهما بانه سيرتقي العرش بينما هو في الواقع يقترب من نهايته لانه حاشا وحاشا لله ان تذهب هذه الدماء الزكية والبريئة سدى لان الله هو المنتقم الاكبر للمظلومين واذا تصور بن سلمان انه وعبر هذه الاعدامات الجماعية المروعة يريد تخويف شعب الجزيرة لبسط هيمنته فانه متوهم ايضا وعليه ان يقرأ تاريخ ومصير الطواغيت والمستبدين من قبله؟!
فالمملكة في عهد محمد بن سلمان منذ ان تولى العرش بشكل غير رسمي باستلامه لولاية العهد دخلت مرحلة مظلمة حيث سياسة البطش والقمع تجري على قدم وساق وحتى داخل العائلة المالكة.
فاعدامه لـ 81 من ابناء الجزيرة بتهم باطلة وادعاءات مزيفة وتهم ملفقة وخلطها بالارهاب وتجارة المخدرات امر مضحك ومغاير للحقيقة وهذا ما هز الوجدان والضمير العالمي الذي اخذ يتساءل اين الغرب ومنظماته الحقوقية والانسانية التي تنبح ليل نهار بالدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان من هذه الجريمة المروعة التي قل ما شهدها التاريخ.
ان الاقدام الوقح والدموي لقرار بن سلمان باعدام العشرات بالجملة ودون خضوعهم للمحاكمات امر مغاير لكافة القوانين الدولية بل الاكتفاء بتوجيه اتهامات رخيصة لا اول لها ولا آخر هو في الواقع استهتار واستخفاف بالمعايير والحقوق الدولية وهذا ما اثار عاصفة من التنديد والاحتجاجات والغصب في المواقع الاجتماعية على الصعيدين الاقليمي والدولي وحتى المحلي.
لكن ما هو مدهش ومستغرب كيف يجيب ساسة الغرب على تساؤلات شعوبهم وكيف يوجهون صمتهم المطبق تجاه مثل هذه المجزرة الوحشية التي يندى لها جبين الانسانية هذه الاعدامات الجماعية والتي نفذت بوحشية لا توصف ما كانت لتنفذ لولا الضوء الاخضر الاميركي والغربي لان محمد بن سلمان اصغر من ان يقدم على ارتكاب مثل هذه الجريمة المروعة وفي دفعة واحدة ويكفي ان نشير الى اعترافات ترامب الذي قال بالحرف الواحد "اذا رفعنا الدعم عنكم لن تبقوا اسبوعا واحداً".
فسياسة الانفتاح والاصلاح التي روجت للامير محمد بن سلمان سواء في السعودية أو خارجها هي عملية نفاقية للتغطية مستقبلا على مثل هذه الاعدامات وبهذه العملية الجبانة التي تعد اكبر عملية اعدام جماعية في تاريخ المملكة الهوجاء اثبتت ان محمد بن سلمان قد فشل في سياسة الانفتاح والاصلاح التي روج لها بل حصرها في فتح مقار المجون والحفلات الماجنة وترك الشباب المتحللين في الشوارع بهدف ابعادهم عن السياسة.
فعملية الاعدام الجماعية ما كانت لتجري لو لا اطمئنان بن سلمان من عدم ردود الفعل الغربية لانه من غير الممكن ان تجري مثل هذه المحاكمات الصورية في عصرنا الحاضر الذي هو عصر صحوة الشعوب ويقضتها وان هذا الفعل الشنيع والاجرامي بامتياز ومن ازمنة القرون الوسطى ولا يمكن لعالم اليوم ان يتقبلها لذلك لم يكن لنا تفسير سوى ان نقول ان المملكة السعودية قد تسللت من القرون الوسطى الى عصرنا الحاضر.