kayhan.ir

رمز الخبر: 147872
تأريخ النشر : 2022March11 - 19:51

وتبددت احلام اميركا والاذ ناب في العراق

مهدي منصوري

بغض النظر عن كل ردود الافعال  التي جاءت بعد اتصال الصدر بالمالكي والمبررات  التي  ادت الى هذاالاتصال. الا انه لابد من الذهاب  الى ابعد من كل هذه الاشارات التي طرحت ونضع "الاصبع على الجرح"  كما يقال في فهم وادراك ما جرى ويجري  في العراق منذ سقوط الطاغية المقبور صدام وليومنا هذا.

والذي لايمكن ان يختلف عليه اثنان في العراق ان وبعد دخول الاميركان الغزاة وتدنيس الارض العراقية باقدامهم النجسة لم يشهد العراقيون وليومنا هذا حالة من الامن والاستقرار، بل اخذ يغالب الايام في العيش في هذه الاجواء المتأزمة خاصة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي وصفها المراقبون للشأن العراقي انها تشبه "ورقه المحارم الورقية اذ لم تخرج واحدة الا تبعتها الاخرى" وقد يكون الوصف دقيقا الى حد ما، اذ نجد ان الازمات وعلى مدى 17 عاما تتوالى الواحدة بعد الاخرى وكأنه برنامج معد مسبقا لكي لا يعيش  العراقيون حياتهم العادية كبقية شعوب المنطقة بما لديهم من ثروات مادية وبشرية يمكن ان تجعلهم كذلك.  وبطبيعة الحال وكما اشارت اوساط سياسية وشعبية عراقية من ان الازمات التي تحدث لم تكن برغبة عراقية بل هي مفروضة عليهم وبشكل واضح للجميع.

وفي البداية لابد ان نعيد الذاكرة الى ما صرح به قائد القوات الاميركية آنذاك "بترايوس" من ان "الاميركان غزو العراق ليبقوا فيه  مئات السنين" ومن خلال هذا التصريح يمكن ان ندرك ان استقرار العراق سياسيا وامنيا لايمكن ان يحقق هذه الرغبة الاميركية ولذلك ومن اجل ان تحقق واشنطن هذا الهدف لابد من خلق الازمات الواحدة تلو الاخرى لتكون مبررا لها باستمرار بقاء وجودها بذريعة  كاذبة وخادعة وهو الحفاظ على امن العراق، والواقع وكما جاء على لسان الصحافة الاميركية والخبراء والمحللين الاميركان ان غزو العراق من قبل اميركا هو للحفاظ على امنها ولا ندري ما هو الارتباط بين امن اميركا وغزو العراق؟.

ومن نافلة القول  ان اميركا وعندما غزت العراق حاولت ايجاد قواعد ومراكز لها اجتماعية وسياسية لتحقيق  اهدافها التي رسمتها لهذا البلد. وتمكنت وبحكم سيطرتها ان تتغلغل  في مفاصل الدولة العراقية سواء كان مجلس النواب والوزارات وغيرها والتي اخذت دورها في عرقلة كل المشاريع والخطط  التي ترسم لبناء العراق الجديد. والشواهد على هذا الامر لم تكن خافية بل يدركها كل العراقيون جيدا لانهم عايشوها خلال هذه الفترة.

والملاحظ ايضا  وقد يكون من المهم الخوض فيه ان اميركا أدركت جيدا انها غير مرغوب فيها في العراق وهو ما نشرته وسائل اعلامهم وعلى لسان مسؤوليهم وصناع القرار لديهم وخاصة بعد ان ادخلت داعش الاراضي العراقية وانتزاع اربعة محافظات من اجل تغيير المعادلة  السياسية لتأتي على مقاساتها ومقاسات ذيولها من الدول الاخرى كالسعودية  والامارات وتركيا وغيرها. الا ان رد الفعل الشعبي  القوى الذي استطاع  في افشال هذا المخطط الاجرامي وبوعي المرجعية الاعلى بفتواها التاريخية وارتفاع الاصوات العالية من قبل اغلب الكيانات والشعب العراقي باخراج قواتها من الاراضي العراقية والتي توجت بقرار مجلس النواب العراقي.

الا انه وكما اسلفنا من اميركا ليس لديها الرغبة في الخروج من العراق ولا يتحقق  لها الا من خلال خلق الازمات وجدت واشنطن ضالتها في الانتخابات التشريعية الاخيرة التي تلاعبت بنتائجها وبصورة اوصلت العملية السياسية الى طريق مسدود. الا ان اصرار العراقيين على ان يكسروا هذا الطوق ويفتحوا الطريق امام الذهاب بارادتهم الحرة ومن دون املاءات جاءت مبادرة الصدر بالاتصال بالمالكي والتي وقعت كالصاعقة على رؤوس الاميركان اولا وحلفائها في الخليج الفارسي السعودية والامارات وغيرها من الدول وعملاؤهم المجرمون في الداخل الذي شرقوا وغربوا ويتسكعون بين الدول لتحقيق رغبات اميركا  المجرمة. اذن ويمكن القول ومن دون الاغراق في التفاؤل ان خطوة السيد الصدر جاءت في الوقت

المناسب من اجل تحقيق ارادة العراقيين في اتمام مسيرة العملية السياسية وبارادتهم وبذلك تبددت احلام اميركا وعملائها وكل الحاقدين على العراق والعراقيين. وكما تمكن الحشد الشعبي  ان يفشل المؤامرات والمخططات الاميركية والاقليمية عسكريا، فاليوم سيفشل العراقيون الاهداف الاميركية الاجرامية سياسيا من خلال الاتفاق على هدف واحد وهو وحدة العراق وسيادة ارضه وشعبه.