وحدات "داعشية" من سوريا إلى دونباس
محمد عيد
على النحو الذي تجاوزته كل المعارضات المرتهنة في العالم تبدو "المعارضة" السورية جاهزة أكثر من غيرها للعب دور المرتزق في الصراع القائم بين موسكو والغرب على الجغرافية الأوكرانية. موقف هام بدأ يظهر مؤخرًا تجاوز التعاطف إلى الرغبة الفعلية في المشاركة في القتال ويتطابق مع المعلومات التي سربتها موسكو عن شروع قوات الاحتلال الأمريكي بتدريب مقاتلين سوريين في قاعدة التنف تمهيداً لسوقهم للقتال ضد الروس في أوكرانيا مع تحفيز عقائدي يجود به شرعيو ما يسمى بالثورة السورية .
قاعدة التنف مرة جديدة
الاستخبارات الخارجية الروسية قالت إن "قاعدة التنف" الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة في سوريا يتم فيها إعداد ارهابيين لاستخدامهم في دونباس، مشيرة إلى أن استخبارات دول حلف "الناتو" تنقل مسلحين إرهابيين إلى أوكرانيا.
في هذا الاطار، يذكر الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية حسام طالب في حديثه لموقع "العهد" الاخباري على دور الحكومة الأوكرانية بإمداد الفصائل الراديكالية في سوريا بالسلاح النوعي الأوروبي منذ بداية الحرب، مؤكدًا أن العلاقة بين الفصائل الإرهابية والحكومة الأمريكية قائمة ويعملون معًا تحت راية "الناتو" وتنفيذ مشاريعه في سوريا أو في أوروبا الشرقية".
وبحسب طالب فإن الفصائل المتشددة "بدأت بالوصول إلى أوكرنيا وتشارك بقتال الجيش الروسي وهي في أوكرانيا عامل فاعل في أرض المعركة كما هي في ليبيا وأذربيجان التي شكلت فيها هذه الفصائل عاملا أساسيًا بتحقيق نصرها ضد أرمينيا، فضلاً عن أن وجود آلاف المقاتلين القوقاز والشيشانيين والأوزبك والطاجيك في سوريا أكسبهم خبرة قتالية عالية وتساعدهم في أوكرانيا اللغة المشتركة" .
وشدد طالب على أن هذه المجاميع الإرهابية وعلى رأسها تنظيما "حراس الدين" و"الحزب الإسلامي التركستاني " لا يمكنها تحقيق هذه المكاسب في سوريا كما لا يمكنها تحقيق أي نصر على الجيش الروسي في أوكرانيا ولكن الناتو رغم معرفته بكل ما سلف يستخدمهم لإطالة الحرب وخلق حالة من الاستنزاف لروسيا في أوكرانيا، لذلك نشاهد في المقابل التقدم المدروس والدقيق من الجيش الروسي كي لا يتحقق هدف الناتو بالدخول في معركة استنزاف.
ولفت الباحث المتخصص في الشؤون الإسلامية إلى أن الفصائل الراديكالية التي وصلت إلى أوكرانيا خرجت من سوريا كما دخلت عن طريق الاستخبارات التركية التي تعد الداعم اللوجستي الأساسي لها لذلك سيكون التعامل الروسي مع تركيا مختلفًا بعد أوكرانيا، وثمار النصر الروسي ستحصد في سوريا والقوقاز".