kayhan.ir

رمز الخبر: 147363
تأريخ النشر : 2022March02 - 19:47

مأساة اليمن المنسية في خضم التطورات الدولية.. الازمة الاوكرانية وتداعياتها على اليمنيين

 

سوف تدخل الحرب اليمنية عامها الثامن بعد عدة أيام من دون أن تلوح في الأفق إرهاصات حل وشيك، يضع حدا لأخطر وأكبر كارثة إنسانية معاصرة، ومن دون أن تظهر كذلك، أي بوادر لانكسار هذا الطرف أو انتصار الطرف المقابل. هي الحرب التي قدّر مشعلوها في البدء، أنها لن تحتاج لأكثر من ثلاثة أسابيع، حتى تضع أوزارها وتصمت مدافعها. اليوم، وبعد مرور سبع سنوات عجاف على تلك الحرب المنسية، تبدو الفجوة هائلة بين "حسابات الحقل وحسابات البيدر"... فلا قوات صنعاء رفعوا الرايات البيضاء، ولا الشرعية المزعومة قادرة على ممارسة مهامها من عدن.

وحول هذا السياق، تفيد التقارير الأممية بأن ما يزيد على 55 ألف يمني قد لقوا مصرعهم في سنوات الحرب الأربعة الفائتة، من بينهم ما يقرب من أربعة آلاف طفل، وأن ما يقرب من 25 ألف يمني قد أصيبوا بجراح متفاوتة، أغلبهم من المدنيين من الأطفال والنساء، فيما اضطرت الحرب أكثر من ثلاثة ملايين يمني على النزوح بعيدا عن خطوط التماس والبؤر الساخنة... ويشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (شباط/ فبراير 2019) إلى أن "80 في المئة من السكان، أي نحو 24 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة غذائية أو حماية، بينهم 14.3 مليون شخص بشكل عاجل"، أما الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة أو حماية بشكل عاجل فقد ارتفع بنسبة 27 في المئة مقارنة بالعدد ذاته في العام الماضي، وأشار إلى أن "ثلثي المناطق اليمنية دخلت مرحلة ما قبل المجاعة". أما منظمة "العمل ضد الجوع" فتقول إن 16 مليون شخص في اليمن يفتقرون إلى المياه والصرف الصحي والرعاية الطبية الأساسية بعد أن أغلقت 50 في المئة من العيادات في اليمن ولا يستطيع أكثر من 70 في المئة من اليمنيين الحصول على إمدادات منتظمة من الأدوية.

وبعد أسابيع من التوترات والإرهاصات والتجاذبات الدولية، حدث ما قيل أنه كان متوقعا، وربما أكثر في اليوم الأول من المعركة العسكرية التي شنتها روسيا الخميس 24 فبراير، ضد جارتها الأوكرانية. قد لا تبدو هذه الحرب، البعيدة جغرافيا، ذات تأثير مباشر على الصراع في اليمن. غير أن تقدير ذلك قد يكون بحاجة إلى رصد الوقائع والتصريحات والمواقف، السابقة للحرب الروسية وما نجم عنها حتى الآن. وفي هذه المساحة نقوم بعملية عرض سريعة، من زوايا متعددة، لأبرز وأهم وأحدث المؤشرات ذات العلاقة. وحول هذا السياق، قال الخبير بالشأن اليمني عضو فريق خبراء العقوبات سابقا جريجوري جونسون إن روسيا قد تعطل قرارات كانت توافق عليها بشأن اليمن، مثل قرار تجديد ولاية لجنة خبراء العقوبات التي تنتهي ولايتها الحالية في 28 فبراير الجاري.

وفي وقت سابق من شهر كانون الأول، الماضي، تحدث مندوب روسيا بمجلس الأمن عن القرار الدولي الأهم، رقم 2216، بشأن اليمن، منوها إلى تجاوزه الحقائق الموجودة حاليا على الأرض، في تلميح لضرورة تغييره. وقال الصحفي عبد الكريم الخياطي إن تأثيرات فرض عقوبات قاسية على النفط الروسي وتعطيل خط نورد ستريم2 مع أي محاولة غربية للتأثير على الموقف السعودي المحايد حتى الآن قد يدفع بروسيا وإيران إلى شن هجمات واسعة على مضيق باب المندب لعرقلة الصادرات النفطية البديلة عن النفط الروسي تجاه أوربا. كما حذّر برنامج الأغذية العالمي الخميس من أنّ الحرب في أوكرانيا ستؤدي على الأرجح إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء في اليمن الذي مزقته الحرب، ما قد يدفع المزيد من السكان إلى المجاعة مع تراجع تمويل المساعدات.

وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن "عملية عسكرية" ضد اوكرانيا، ما دفع بأسعار النفط إلى تجاوز عتبة 100 دولار للبرميل. كما سجلت أسعار القمح الأوروبية مستوى قياسيًا وسط توقعات بانخفاض الإمدادات وخصوصا أن أوكرانيا وروسيا من أكبر منتجي القمح في العالم.

وقال البرنامج في بيان "يؤدي تصعيد الصراع في أوكرانيا إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء وخاصة الحبوب في اليمن الذي يعتمد بشكل شبه كامل على الاستيراد".

وتابع "تضاعفت أسعار المواد الغذائية في معظم أنحاء اليمن خلال العام الماضي، ما جعل أكثر من نصف البلاد في حاجة إلى مساعدات غذائية. سيؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى دفع المزيد من الناس إلى الحلقة المفرغة المتمثلة في الجوع والاعتماد على المساعدة الإنسانية".

مدير إدارة التبادل التجاري في وزارة الصناعة والتجارة اليمنية "فؤاد هويدي" يتحدث في تصريح له، عن أن اليمن يستورد من أوكرانيا تقريبا 16.5% من إجمالي الواردات السنوية من القمح، فيما يستورد من روسيا نحو 17.5% من إجمالي الواردات السنوية وهو ما يجعل الاستيراد منهما يشكل ما نسبته 34% من وارادت القمح. ويؤكد هويدي أنّ اليمن لديه مخزون يكفي ما بين 3 و4 أشهر من القمح، مشيراً إلى أنه يمكن استبدال أوكرانيا بسبب ما تشهده من حرب بالاستيراد من رومانيا، حيث لديها صنف القمح الأوكراني نفسه وأسعاره متقاربة. ويكشف عن وجود تنسيق مع الموردين الأساسين للقمح لضرورة الاستيراد من مصادر بديلة وإحلالها مؤقتاً بدلا من أوكرانيا وبخاصة استيراد القمح من رومانيا وبلغاريا والهند

وتعليقا على الأزمة المرتقبة داخل اليمن يقول مسؤول في برنامج الأغذية العالمية: "عندما تعتقد أنّه لا يمكن أن يزداد الوضع سوءاً، يستيقظ العالم على وقع صراع في أوكرانيا من المحتمل أن يتسبب في تدهور اقتصادي في جميع أنحاء العالم، خصوصاً بالنسبة لبلدان، مثل اليمن، تعتمد على استيراد القمح من أوكرانيا وروسيا، إذ سترتفع الأسعار لتفاقم الوضع السيئ بالفعل".

بالنسبة لليمنيين، لا يمكن للتوقيت أن يكون أسوأ من هذا، بينما تحاول العائلات توفير الطعام، فإنها تواجه عراقيل بسبب الآثار غير المباشرة للتصعيد الخطير في القتال جنبا إلى جنب مع التدهور المستمر للاقتصاد.

الوقت