kayhan.ir

رمز الخبر: 147356
تأريخ النشر : 2022March02 - 19:45

ازدواجية المعايير في فصل السياسة عن الرياضة.. "الفيفا الأطلسي" مع أوكرانيا ضد روسيا!

لطالما كان شعار الاتحاد الدولي لكرة القدم، "فيفا"، أنه لا يسمح بإدخال السياسة والدين في الرياضة. لكن، بمجرد أن وصلت الأمور إلى العملية العسكرية الروسية الخاصة، وأصبحت الأمور مرتبطة بحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا ومحاربة روسيا، سقطت كل القواعد.

كل المعطيات كانت تشير إلى أن هناك توجهاً إلى محاولة حصار روسيا من كل الزوايا، حتى في عالم الرياضة. ولم تصمت الصحف في محاولة ضغطها من أجل الوصول إلى إقصاء روسيا رياضياً. خرج لاعبون وجماهير ورابطات دوريات واتحادات محلية ليقفوا ضد الحرب، في وجه روسيا "الشيطان"، ومع أوكرانيا "الحمل الوديع"، بالنسبة إليهم، حتى وصلنا إلى ساعة الحقيقة؛ إلى اللحظة التي انكشف فيها كل النفاق الغربي المغطّى برداء الرياضة وكرة القدم.

ان القرار المرتقَب كان قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم، "فيفا"، الذي حاول أن يكون على حياد قدر المستطاع، لأنه يفكّر في علاقته بروسيا مستقبلاً، على استحياء نقل مباريات الأندية والمنتخب، وحافظ على صمته في الظل. لكنّ الضغط ازداد. أصوات حلف شمال الأطلسي وصلت إلى مدرّجات كرة القدم، إلى المشجعين الذين ينتمون إلى كرة القدم أكثر من انتمائهم إلى التحليل والغوص في متاهات السياسة وأبعادها، ليرفعوا أصواتهم، كما تريد حكوماتهم وإعلامهم الممنهَج، من أجل رسم صورة عن أن روسيا تمارس اعتداءً على أوكرانيا. في أيام قليلة، انتفض عالم الرياضة، ليتدخّل في السياسة، وكثرت التصريحات وأعلام أوكرانيا في المدرجات، واشتدّ الدعم الرياضي السياسي في وسائل التواصل الاجتماعي، وتمدَّدت الحملات الممنهَجة إلى المدرجات الرياضية، وخصوصاً كرة القدم.

وأخيراً، بعد أن سقط كثير من الأقنعة في أروقة الرياضة الأوروبية، سقط القناع عن وجه الـ"فيفا"؛ قناع النفاق والشعارات الواهية، وظهرت ازدواجية المعايير والتمييز في وزن القضايا. قرَّر الاتحاد الدولي، "فيفا"، والاتحاد الأوروبي، "يويفا"، منعَ منتخب روسيا من المشاركة في التصفيات المؤهّلة لكأس العالم، "قطر 2022"، بالإضافة إلى منع الأندية الروسية من المشاركة في البطولات الأوروبية. وبسبب ذلك لن يلعب سبارتاك موسكو أمام لايبزيغ في دور الـ16 من الدوري الأوروبي. قبل الذهاب في تفاصيل الأحداث، ربما كان يجدر بالـ"فيفا" اعتبار من يرفض اللعب أمام روسيا وفِرَقها منسحباً، تحت شعاره، الذي لطالما عوقب لاعبون ومجموعات من الجماهير على أساسه: "فصل السياسية عن الرياضة". لكنّ الحقيقة أن الرياضة لم تكن مفصولة عن السياسة يوماً، فالتبييض والتلميع لصور السياسيين والأنظمة من خلال الرياضة موجودان منذ زمن، والتسويق موجود أيضاً، سياسياً وثقافياً.