لعملاء أميركا: احزموا حقائبكم
بعد ساعات قليلة من قصف وانفجارات عنيفة هزت العاصمة الاوكرانية كييف لليوم الثالث على التوالي صرح المهرج رئيس اوكرانيا زيلينسكي الذي تلفه حالة اليأس والاحباط للموقف الاميركي والغربي المتخاذل من ان "العالم يتفرج علينا".
وواضح ان هذه المقولة تحمل في طياتها الكثير من المعاني ففي الوقت التي رفعت فيه اميركا والدول الاوروبية والناتو عقيرتها بالتهديدات لروسيا والتي ثبت انها جوفاء من مغبة اي تحرك عسكري في اوكرانيا ومحاولة تشديد الضغوط عليها وزرع الصواريخ البالستية وتحشيد قواتها على حدودها في بعض الدول المجاورة وغيرها من الاستفزازات ظنا منها ان بوتين سيقف مكتوف الايدي ويستسلم لهذه التصرفات الحمقاء الا ان المفاجأة الكبرى جاءت عندما زحفت الدبابات الروسية ودخلت اوكرانيا من دون اي مقاومة تذكر مما عكس ان العنتريات الاميركية الاوروبية لم تكن سوى "ورق من نمر".
وفعلا ان اميركا والاوروبيين وممن ادعى وقوفه الى جانب اوكرانيا نجدهم ولحد هذه اللحظة متفرجين على ما يجرى ولم يتبق لديهم سوى ارسال رسائل التهديد بتشديد المقاطعة او ارسال قوات الى بعض الدول الاوروبية والمضحك في الامر والذي وصل فيه الى حد الاستهزاء قول الرئيس الاميركي بايدن موجها رسالة للاوكرانيين بانه "سيصلي لهم". والذي مثل في العرف السياسي منتهى الفشل الذريع والتخاذل الكبير لاسناد احد عملائهم من المهرجين ليكون رئيسا لاوكرانيا بانتخابات مزورة.
ولذا فان الذي يجري اليوم في اوكرانيا قد اعطى رسالة قوية وواضحة ولايمكن فيها التاويل او التحوير من ان اميركا اليوم وحلفاءها في وضع يرثى لهم هذه واحدة، والاخرى والتي تحظى بمزيد من الاهتمام والذي اصبح واضحا للجميع ان سياسة اميركا هي التخلي عن اقرب عملائها وفي اللحظات الحرجة التي هم بحاجة اليها واعتقد ان تجارب مبارك وابن علي والبشير وصدام حسين وافغانستان وغيرها خير دليل على ذلك ولذا نرسل خطابنا لاولئك الذين لازالوا يسيرون في غيهم وعنجهيتهم خاصة في منطقتنا والذين وضعوا اقدامهم في ركاب اميركا عليهم وبعد هذه التجارب ان يفكروا باوضاعهم وحالهم المزري فيما اذا جاءت الساعة التي تتخلى فيه اميركا عنهم وتجعلهم مكشوفين بالعراء.
واللافت ايضا في الامر ان اول رد فعل يائس جاء على لسان القادة الصهاينة بعد الموقف الاميركي والاوروبي مما يجرى في اوكرانيا كما صرح بذلك احد هؤلاء القادة من ان "اميركا حتما ستتخلى عنا فيما اذا هاجمتنا ايران".
واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه ان الذين يحتمون بالعباءة الاميركية عليهم ان يدركوا ان هذه العباءة سوف تتمزق امام ارادة الشعوب الحرة الذي ترفض حالات فرض الهيمنة الاميركية وغيرها وان على عملاء اميركا وفي منطقتنا خاصة سواء كانت الخليجية وغيرها وكذلك في العراق ان يفهموا ان واشنطن لا يهمها سوى مصالحها فقط ولا تعير اية اهمية لهم فيما اذا وقع "الفأس في الرأس" كما يقولون. مما يستدعي وبصورة عاجلة وفاعلة ان يعيدوا حساباتهم من جديد لان المتغيرات القادمة سوف لن تكون في صالح اميركا والاوروبيين وان خطة التقسيم التي ارادوها لدول المنطقة خاصة العراق وسوريا واليمن ستنالهم قريبا وستجدهم اشلاء ممزقة مهلهلة كما اشار الى ذلك المراقبون بالامس القريب.
وامام هذا التخاذل الاميركي الاوروبي لاوكرانيا جاءت رسالة الاستسلام على لسان الرئيس الاوكراني بتصريحه من انه "مستعد للمفاوضات حول الوضع المحايد لاوكرانيا دون الارتماء باحضان الغرب" كما ذكر الناطق باسم الكرملين بيسكوف والرسالة نرفعها لعملاء اميركا الاجراء في المنطقة ليقرأوا سطورها جيدا وقبل فوات الاوان.