من هو "ام الولد" !
النظام السعودي المتعثر الذي ينتظر من يعسفه على اغلاق هذا الباب والبحث عن مبادرة تنقذه من وضعه الحالي الذي لا مخرج منه سوى النزول من عليائه والقبول بحجمه وبما يملكه من قوة ذاتية وليست التعويل على القوى الاجنبية التي يتصور بائسا انه ستدعمه في الدقيقة التسعين.
ايران ومنذ بداية مفاوضات فيينا تعلن بملئ فمها انه لا موضوع خارج النووي يدخل على النووي لكن بعض الاطراف تنظر الى ذلك كانه مزحة غير ان الامر يمر عليه اكثر من عشر سنوات ومن هذه الاطراف السعودية التي ترنو بعينيها الى مفاوضات فيينا عسى ان يرشح منها ما يبرد غليلها والامر الاخر هو الوضع الميداني في اليمن فكلما احست بـشدت الحرب وثقلة تلحأ الى المفاوضات مع طهران وعبر بوابة بغداد وبالطبع فجواب طهران لبغداد هو نفسه لكن يختلف تكتيكيا لاختلاف الظروف.
وبعد ان حاول النظام السعودي يائسا تسجيل انتصار مزيف له عبر تحشيده لالويه وقوات من الجيش السعودي والمرتزقة السودانيين الاولى من جنوب شرق المدينة باتجاه جبال الهيجة والثاني من الفج جنوب السلسلة باتجاه جبال الهيجة، بهدف احتلال مدينة حرض من عدة اتجاهات، الا ان المشاهد اظهرت تمكن الجيش واللجان الشعبية من التصدي لقوات التحالف السعودي والحاقه خسائر فادحة في الارواح والعتاد.
وامام التاكيد اليمني بالسيطرة على مدينة حرض الموثقة بالصوت والصورة ناهيك عن ان عرض الاعلام الحربي اليمني صورا على جثث واسرى المقاتلين السعوديين والمرتزقة و كذلك عرض اربعين عربة ومدرعة والكثير من العتاد وهروب عشرات العناصر من عرض المعركة.
فبعد عرض هذه الحقائق الواضحة التي لا تقبل الشك كيف يصور التحالف السعودي المهزوم هذه الحقائق بانها مزاعم لا تنطبق مع الواقع المشهود الذي يثبت بالصوت والصورة؟! الى متى تريد السعودية ان تهرب من الواقع الذي يلاحقها حتى ترضخ في النهاية لرفع الرآية البيضاء.
فالسعودية جربت كل الطرق ان تسجل انتصارا ولو وهميا الا انها عجزت ان تخرج بماء وجه يحفضها لكنها فشلت تماما واليوم تريد من ينتشلها فلم تجد احدا لذلك عليها ان تبادر بكل ادب وتواضع لحل مشكلتها مع اليمن وقفا للمبادرة الايرانية التي طرحتها قبل سبعة اعوام وقد صمت الرياض اذانها ووصلت الى ما وصلت اليه من حائط مسدود. اذن لم يبق امامها سوى الخروج من المستنقع اليمني و الى ستخسر المزيد من اراضيها لان هناك من ابناء اليمن ممن يطالبون باراضيهم المحتلة.
فالاولى بعقلاء السعودية ان يوافقوا على المبادرة الايرانية الجامعة والشاملة والتي لا تضيع حق احد ان يجنحوا لوقف اطلاق نار فوري والثاني ارسال مساعدات انسانية فورية لانقاذ الشعب اليمني من الفقر و الماساة والثالث ان يجري حوار يمني ـ يمني بعيدا عن اية ضغوط والرابع ان تقوم الاطراف اليمنية بتشكيل حكومة يمنية - يمنية ومن دون اقصاء اي طرف يمني لكن رغم كل هذه السنين لم نر اي تجاوب من الطرف السعودي او من يتبعه من المرتزقة الا باستثنا حكومة الصنعاء التي هي "ام الولد" لحرصها على اليمن ومستقبله وهذا ما بات واضحا للعيان.