خطة اميركية خطيرة لاستهداف كربلاء
مهدي منصوري
منذ الوهلة الاولى التي دنست فيه اميركا وبمباركة خليجية ارض العراق الطاهرة وضعت امامها هدفا مهما وهو ينبغي " للعراق أن لا يستقر ولا يزدهر" وفعلا وخلال فترة امتدت لثمانية عشر عاما لم تقم اميركا بأي اجراء يجعل من هذا البلد ينعم بالامن والامان والازدهار. وقد عايش العراقيون هذا ولمسوه لمس اليد اذ عملت اميركا وحلفاؤها من بعض الدول الخليجية وعملاؤها في الداخل الى وضع البلاد في حالة من الفوضى والارباك السياسي والاقتصادي والامني والذي لم يشهده اي بلد في العالم.
وقد لا تسع مساحة هذا المقال من سرد ما قامت به اميركا في هذا المجال بل لابد من ذكر بعضها ومنها عمليات التفجير اليومية والتي تستهدف الابرياء من العمال وغيرهم وهدم البنى التحتية وتعطيل الحياة الاجتماعية من خلال تعطيل المعامل والصانع وغيرها واستشراء حالات البطالة. واستمرت اميركا في اعلان عدائها للشعب العراقي من خلال ادخال صنيعتها سيئة الصيت تنظيم "داعش" الارهابي في تسهيل وبتعاون عملاء الداخل من احتلال بعض المحافظات ليكون سكينا في خاصرة العملية السياسية العراقية. الا ان الضربة القاضية والقاصمة التي تلقتها من خلال فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية العليا والتي تشكل على اساسها الحشد الشعبي هي التي افشلت المخطط الاميركي الصهيوني السعودي في مهده من خلال دحر الارهابيين المجرمين.
واليوم والعراقيون يعيشون اسوأ ازمة سياسية من خلال التزوير الاميركي الخليجي المتعمد للانتخابات التشريعية بحيث وصلت فيه الاوضاع الى الانسداد السياسي من خلال التلاعب بنتائج الا نتخابات بتغليب جهة على اخرى وصولا الى هدفها في اسقاط العملية السياسية برمتها.
وفي خضم هذا الانشغال عمدت وحسب ما جاء في التقارير الاستخبارية الى خطة جديدة خطيرة تستهدف كربلاء المقدسة من خلال انزال مجموعة خاصة من الدواعش المجرمين في صحراء كربلاء وفي مناطق خالية من السكان ومن القوات الامنية لتخصيصها مكان محدد يستقر فيه هؤلاء المجرمون مع تزويدهم بالاسلحة والمعدات العسكرية المطلوبة من اجل ارباك الوضع الامني في محافظة كربلاء من جهة ومن جهة اخرى لكي تتجه فيه قوات الحشد الشعبي والقوات العسكرية الى كربلاء لتتحقق اهدافهم الاجرامية باخلاء هذه القوات مواقعها في المحافظات الغربية لفسح المجال امام داعش للاحلال محلها. وذكرت تقرير للاستخبارات العراقية من ان الاميركان المجرمين قد قاموا بعملية استطلاع لعدة اماكن في الصحراء ولعدة ايام بحيث شوهدت الكثير من الطائرات المسيرة الاميركية تجوب المنطقة وبشكل مكرر وقد اختارت وقت السحر اي في الثالثة صباحا للقيام بهذه المهمة.
مما تقدم يعكس ان الاميركان الحاقدين على الشعب العراقي لازالوا يحوكون المؤامرات الخطيرة ضد هذا الشعب ومن اجل ان يبقى دوما يعيش في حالة ا لذعر والخوف والقلق الامني والاقتصادي والسياسي مما يتطلب من الحكومة العراقية بالدرجة الاولى والقوى الوطنية من ابطال المقاومة ان يأخذوا الامر بجدية تامة وان يفوتوا الفرصة على هؤلاء المجرمين من تنفيذ هذا المخطط الاجرامي الذي يستهدف اهم المقدسات في العراق.