هل تلعب «إسرائيل» بالنار باجتياحها حي الشيخ الجراح؟
عمر عبد القادر غندور
فيما ينشغل العالم بتطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، يُترك الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض يومياً لأفظع الانتهاكات في حي الشيخ جراح ليس اليوم وحسب، بل منذ العام 1956 حيث هجرت عشرات العائلات الفلسطينية اللاجئة وبدأت رحلتها مع التشرّد والإهانة والنفي، بعد أن منحتها السلطات الأردنية التي كانت تدير مدينة القدس آنذاك منازل في حي الشيخ جراح.
لكن النكبة المتواصلة فصولاً وتشريداً وإهانة للكرامة الإنسانية، وعادت «دولة الاحتلال» لتطردهم مجدّداً من منازلهم وتلقي بهم في الشارع، وتفتح عليهم النار وتردي شهداء وجرحى على مرأى من العالم!
ومع ذلك يقاوم الفلسطينيون بأكفهم وصدورهم العارية المخرز الصهيوني بإباء وشجاعة قلّ نظيرهما.
ويقول خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية انّ عمليات استيطان مكثفة وقرارات هدم وإخلاءات لأسرلة ممتلكاتنا و»إسرائيل» هدمت حتى الآن 127 مبنى في القدس الشرقية واعتقلت أكثر من 1900 فلسطيني على مرأى من العرب والعالم!
وتبدو مشاهد تُغني عن آلاف صرخات الاستنكار لما يجري ولا يتحرك وجدان العالم!
فلسطينيون عزّل ليس عندهم غير قبضاتهم وصرير هتافاتهم، بينما القدس تتعرّض لحرب تهويد شاملة لطمس معالمها الفلسطينية والإسلامية والمسيحية بهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى وكنائس المسيحيين وتستعمل دولة الاحتلال بالإضافة الى الأسلحة النارية سلاح السلاسل والزنازين المظلمة وحملات الاعتقال التي لا ترحم مدنيين عزل في مقتبل العمر!
وتقول صحيفة «القدس» الفلسطينية في افتتاحيتها: المحتلون في مأزق سياسي وغطرسة استيطانية ونحن نتفرّج ونستنكر.
وعلى الرغم من المأزق السياسي، فـ «إسرائيل» لا تتوقف عن ممارستها الاستيطانية ومصادرة المنازل وتهجير سكانها.
وتقول صحيفة «التايمز اوف» الإسرائيلية: حي الجراح الذي يُعدّ بؤرة توتر في القدس الشرقية اشتعل من جديد بعد إلقاء زجاجة حارقة مزعومة على منزل يهودي وهو ما دعا النائب اليميني المتطرف ايتمار بن غفير لنصب خيمة في الحي.
في المقابل لا نسمع حساً ولا ركزاً في العالم العربي وكأنّ الفلسطينيين الذين يتعرّضون لأبشع الانتهاكات لا وجود لهم وباتوا خارج الهموم العربية المنهمكة هذه الأيام وهي تحتفي في أول زيارة تاريخية لرئيس دولة الصهاينة إلى دولة البحرين الخليجية يرافقه أول ضابط «إسرائيلي» بصفة دائمة في البحرين تزامناً مع أول صلاة سبت في الكنيس اليهودي في المنامة منذ 74 عاماً.
وهناك تعاون عسكري خليجي «إسرائيلي»، مع إمكانية مشاركة «إسرائيل» في دوريات بحرية إلى جانب الحلفاء الجدد، ولا نتحدث عن اصطفافات أخرى وتعاون عسكري واستخباري لمواجهة أعداء «إسرائيل»!
هل دخلنا فعلاً في الزمن «الإسرائيلي»، وما هو التصنيف الذي يمكن أن نطلقه على رموز هذا الزمن من غير أن نسيء لأحد.