الانقسامات السياسية وتزايد نشاط داعش في المناطق الوسطى الشمالية من العراق
أتاح تصاعد الانقسامات في الجماعات السياسية العراقية لتنظيم داعش الإرهابي اغتنام الفرصة مرة أخرى ومحاولة التمدد في مدينة بيجي الغنية بالنفط هذه المرة. وتنظم داعش عملياتها بمساعدة بعض التيارات الداخلية والخارجية لتقوم بالتسلل وزعزعة استقرار المناطق الوسطى والشمالية.
وازدادت في الأيام الأخيرة تحركات الخلايا السرية لتنظيم داعش الإرهابي في المحورين الأوسط والشمالي للعراق، خاصة في محافظة صلاح الدين، لجعل بعض المناطق غير آمنة. وأشار مصدر ميداني مطلع يتابع عن كثب التطورات في صلاح الدين إلى مساعي عناصر سرية لتنظيم داعش لتنفيذ عمليات مفاجئة في شمال المحافظة، وقال إن التسلل إلى مدينة بيجي كان الخطة الرئيسية للإرهابيين. وبحسب هذا المصدر الميداني، وبتدخل المخابرات في الوقت المناسب، تم إرسال مجموعة من قوات اللواء 51 من الحشد الشعبي ومجموعة من القوات الأمنية إلى المنطقة، وسرعان ما تحركوا لإحباط محاولة الإرهابيين التسلل إلى مدينة بيجي.
وأضاف المصدر الميداني: "القوات الأمنية ومقاتلو الحشد الشعبي، واستمرارًا للعملية في شمال محافظة صلاح الدين، وضعت عمليات بحث وتفتيش تفصيلية على جدول أعمالها". وتمكنوا من تأمين منطقتي "الحوايج والمقالع" على طول نهر دجلة وحصر العناصر السرية لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة دفاعية. وبحسب المعلومات التي قدمها هذا المصدر الميداني، فإن إرهابيي داعش كانوا يعتزمون شن عملية من منطقة "بيجي" شرقي مدينة بيجي والتوغل بعمق، لكن الخطة فشلت بسبب وصول المقاتلين.
تقع مدينة بيجي الاستراتيجية في شمال محافظة صلاح الدين، ويمر عبرها الطريق الاستراتيجي "بغداد- صلاح الدين- نينوى- دهوك- تركيا"، وهي نقطة الوصل بين وسط وشمال العراق، وهذا ما زاد من أهميته. وتحظى بيجي بأهمية كبيرة لدى الحكومة المركزية لما تتمتع به من مصفاة وموارد نفطية، وتمر سلسلتا "مكحول وحمرين" شرقي المدينة، وقد تضاعفت أهميتها كمناطق لتخفي عناصر داعش وشن الهجمات انطلاقاً منها.
بالتزامن مع العملية في بيجي، نظمت مجموعة من مقاتلي اللواء التاسع والخامس والثلاثين إلى جانب الجيش عملية على محور جزيرة "البومرصوص" شرق محافظة صلاح الدين قرب نهر دجلة، وذلك لمنع حدوث توغل لعناصر داعش في المنطقة. كما يتواجد في هذا المحور مقاتلو اللواء 38 و88 من الحشد الشعبي وقوات الفوج بقيادة شرطة صلاح الدين لتسريع عملية تأمين المنطقة. هذه المنطقة هي البوابة الجنوبية لمدينة تكريت والبوابة الشمالية لمدينة سامراء ولها أهمية خاصة لموقعها على الحد الفاصل بين مدينتي "الدور_مكيشيفة". المناطق الشرقية في محافظة صلاح الدين حساسة لقربها من حدود محافظة كركوك، ولأنها غير سالكة وتقع في اتجاه جبال حمرين، فهي أيضًا مكان جيد لنمو إرهابيي داعش. وبحسب مصادر ميدانية، فإن عمليات القوات العراقية في هذا المحور ستستمر حتى التطهير النهائي وإرساء الأمن بالكامل.
أدى تصاعد الانقسامات بين الأطراف العراقية وجهود هذه المجموعات السياسية للحصول على تنازلات من بعضها البعض، إلى اغتنام تنظيم داعش الإرهابي الفرصة (لعدم تركيز القوات العراقية) والبدئ بتحركات لجعل المناطق القريبة من اوكاره غير آمنة. وتحاول بعض الأحزاب البعثية أيضًا تحقيق أهدافها من خلال استخدام تنظيم داعش الإرهابي كورقة ضغط للحصول على تنازلات، وهم يطورون خطتهم بجعل تلك المناطق غير آمنة بالفعل.
الوقت