منتخب السنغال.. بطولة أفريقيا حُلم "أسود التيرانغا" المتعطشة للقب!
المكان، "ملعب كأس العالم، سيؤول"، في كوريا الجنوبية. التاريخ الـ31 من أيار/مايو 2002. في ذلك المكان وفي التاريخ المذكور، ذكريات لن ينساها لاعبو منتخب السنغال. هناك، حيث خطفوا الأضواء، وكسبوا كثيرين من المحبين والجماهير. في المباراة الافتتاحية لكأس العالم، "كوريا واليابان 2002"، لعبت السنغال أمام بطل العالم في النسخة السابقة (1998) منتخب فرنسا، وفاجأ "أسود التيرانغا" منتخب "الديوك"، إذ انتصروا عليهم بهدف من دون رد، ووصلوا بعد ذلك إلى ربع نهائي البطولة، ليخرجوا وسط شكوك في أخطاء التحكيم بعد مواجهة تركيا، والخسارة (0-1).
في العام نفسه، وصل منتخب السنغال، في جيله الذهبي حين ذاك، إلى نهائي بطول أمم أفريقيا، وخسر بركلات الترجيح أمام الكاميرون في البطولة التي استضافتها مالي.
في البطولتين شارك المدرب الحالي لمنتخب السنغال، إليو سيسه، وهو اليوم حاضر في نهائي بطولة أفريقيا، "الكاميرون 2021"، وهو نفسه كان حاضراً في النهائي الذي خسره منتخبه في النسخة الماضية أمام الجزائر، في بطولة "مصر 2019.
مشوار منتخب السنغال إلى النهائي في الكاميرون كان مقنعاً، إذ أثبت "أسود التيرانغا" أنهم من أفضل منتخبات البطولة، فليس من السهل أن تصل إلى نهائيين متتاليين، وهذا ما لم يفعله أحد منذ 12 عاماً، عندما فعلها منتخب مصر بوصوله إلى 3 نهائيات متتالية في أعوام 2006 و2008 و2010.
بعد الانتصار أمام غينيا الاستوائية في دور ربع النهائي (3-1)، ألقى مدافع باريس سان جيرمان، عبدو ديالو، في غرفة الملابس بعض الكلمات مقاطعاً احتفالات زملائه، بحيث كان أول من لاحظ أن المهمة لم تُنجَز بعد.
قال ديالو "في بداية البطولة، لم يرنا أحد مرشَّحين لأننا على ما يبدو لاعبون سيئون. اليوم سيقول الجميع إن السنغال فازت، نحن المرشحون، لأن المغرب ترك المنافسة. لا تنخدعوا. لا توجد مفاضلات هنا. ما زلنا لم نفعل أي شيء حتى النهائي".
اشتعلت غرفة الملابس بعد خطاب ديالو، لكنه لخص البطولة في تلك المرحلة. لم تكن البداية رائعة، لكن أداء اللاعبين في
دفاعياً، ظلت السنغال حازمة للغاية على الرغم من تلقيها هدفين من 45 تسديدة، بإجمالي أهداف متوقَّعة (3.03)، فمن أصل 45 تسديدة، 16 فقط كانت من منطقة جزاء السنغال.
أمّا بالنسبة إلى ضغط منتخب السنغال على الفريق الخصم ، فإن الفريق حقق 43 تحولاً عالياً في هذه البطولة، وهو الثاني بعد الكاميرون المضيفة.
وعلى الرغم من أن السنغال كانت رائعة من الناحية الدفاعية طوال البطولة، يبدو أن الهجوم تحسن في مراحل خروج المغلوب، بحيث سجل 8 أهداف في آخر 3 مباريات، لكن إجمالي أهدافها المتوقعة (9.8) يشير إلى أنه كان ينبغي لها أن تكون أكثر غزارة أمام المرمى.
تنهي السنغال البطولة بقوة، تماماً مثل النمط الذي شوهد في مبارياتها عبر البطولة. جاءت 8 من أهدافها التسعة في النصف الثاني من المباريات، في حين جمعت 75٪ من إجمالي أهدافها المتوقعة بعد نهاية الشوط الأول في 6 مباريات، إلى جانب تحسن كبير في تحويل التسديدات.
شهدت هذه البطولة نصيبها العادل من المفاجآت، لكن السنغال تجنبت ذلك ولم تتأخر في أي مباراة في هذه البطولة، وهو الأمر الذي تمكّنت الجزائر من القيام به في نسخة 2019 بأكملها في طريقها إلى الفوز باللقب.
على العكس من ذلك، فإن مصر اختبرت كل حالة من حالات المباراة على نحو شامل، ووجدت طريقة للبقاء في قيد الحياة، والوصول إلى النهائي.