حلب من نوع آخر
امير حسين
زيارة بيني غانتس وزير الحرب الصهيوني المفاجئة للبحرين والتي لم يعلن عنها شيئا لدوافع امنية حتى ان حطت طائرته العسكرية التابعة لسلاح الجو الصهيوني ارض المنامة كشفت بوضوح مدى هلع الجانبين من مخاطر الذي ينتظرهما لذلك نرى الطرفين المرتبكين كل لما يعانيه من ازمات خطيرة تواجهه. فالمخاطر التي يواجهها الكيان الصهيوني المحاصر من قبل محور المقاومة وهكذا من الشعب الفلسطيني وفصائله الاسلامية والوطنية الشريفة. اما ما يسمى بمملكه البحرين وحكامها فهم في واد والشعب البحريني في واد آخر لان الوضع في هذه المملكة منذ انطلاقة ثورة الـ 25 من فبراير وحتى اليوم هي نار تحت الرماد والحكومة تعيش على ارض هشة قد ينفجر الوضع في اية لحظة، لذلك يتوهم الطرفان الصهيوني والخليفي بان اقامتهما لحلف امني ـ عسكري ينقذهما من المخاطر المستقبلية التي سيداهمها حتما، مع اننا نعلم جيدا ان البحرين مملكة محتلة لا تملك لا قرارها ولا سيادتها وما كانت لهذه الزيارة ان تحصل دون موافقة السعودية التي سمحت لطائرة سلاح الجو الصهيوني ان تمر عبر اجوائها بشكل رسمي وهذه خطوة متهورة وخطيرة للغاية اذ تسلم هذه الدول قرارها وأمنها ومصيرها للكيان الصهيوني بذريعة انها تواجه خطرا مشتركا اخترعوه وهو ايران. وهذا مجرد ادعاء مزيف لا يقف على ارض الواقع والهدف منه استسهال وتبسط التطبيع لاقناع البسطاء والسذج من ابناء دول مجلس التعاون في حين يعلم العالم كله ان ايران ومنذ انتصار ثورتها الاسلامية المباركة التي تمر ذكراها الـ 43 هذه الايام اعلنت كرارا ومرارا وحتى اليوم انها مستعدة لتوقيع اتفاقيات امنية مشتركة مع هذه الدول، الا ان هذه الدول وعلى ما يبدو لا تملك قرارها ولم تخطو باية خطوة في هذا المجال لتؤمن امنها واستقرارها.
ومنذ ان اتخذ قرار التطبيع ودخلت بعض دول مجلس التعاون دائرة الخطر وتأزيم المنطقة حذرت ايران بشدة من هذه الخطوة التي تسمح للكيان الصهيوني ان تطأ اقدامه القذرة مياه الخليج الفارسي لما يشكله من مخاطر امنية وان هذه الدول تعي جيدا ماذا يعني فتح اجواءها او وضع قواعد تحت تصرف الكيان الصهيوني او حصول اي اختراق من داخل اراضيهم تجاه ايران.
على ما يبدو ان الحلب الاميركي لدول مجلس التعاون قد توسع لاختراق آخر ما تبقى من قرارهم السيادي والاستقلالي والله الساتر من القادم!!