انسحاب العمالقة من مأرب الى شبوة.. هل اختارت الامارات التهدئة؟
اعلنت ما تسمى "قوات العمالقة" السلفية التي تأتمر من الامارات في اليمن الانسحاب من مارب الى مواقعها في شبوة بشكل مفاجئ اليوم الجمعة، ما يوحي بأن الرسالة اليمنية وصلت للإمارات بأن عليها الانسحاب من مستنقع اليمن وإلا فإنها ستفقد أمنها وستكون ابراج دبي ومعرضها اكسبو الذي كلف المليارات اهدافا للصواريخ والمسيرات اليمنية.
ويرى بعض المراقبين ان خطوة مرتزقة "العمالقة" التي جاءت بأوامر اماراتية تعتبر استجابة كاملة لسلطات أبو ظبي للتحذير اليمني، خاصة وان حكومة صنعاء أثبتت أنها تنفذ عندما تتوعد وان لديها القدرة الكاملة وحرية القرار في ذلك.
فالامارات لا تستطيع تحمل تبعات الغارات اليمنية بالمسيرات او الصواريخ الباليستية، خاصة انها استطاعت ان تخترق المنظومات الدفاعية الامريكية الباهظة التكاليف وصواريخها المتقدمة جدا، ومنظومات صواريخ “ثاد” الأكثر حداثة وفاعلية من نظيرتها “الباتريوت” وتتواجد في قاعدة “الظفرة” الجوية الامريكية في محيط العاصمة أبو ظبي.
كما ان "حلفاءها" الامريكان والفرنسيون والبريطانيون الذين استنجدت بهم هرول جنودهم وخبراؤهم المتواجدون في قواعدهم في الامارات الى الملاجئ عندما بدأ الهجوم اليمني ايثارا للسلامة، ولم يفعلوا لها شيئا رغم المليارات التي يتلقونها سواء عبر شراء الامارات والدول الخليجية لاسلحتهم او عبر دفع فواتير قواعدهم وجنودهم المتواجدين في المنطقة بحجة حفظ الأمن!.
ويرى البعض في خطوة القيادة الإماراتية اليوم خطوة أولى لمراجعة شاملة لتوريطها في الحرب في اليمن وقد تشهد الاسابيع والاشهر المقبلة تراجعات أكبر بدلا من سياسة التصعيد والتصعيد المضاد التي لن تنفعها، وتتجه نحو تصفير المشاكل وإصلاح العلاقات مع جميع خصومها والتركيز على الاقتصاد الذي سيتهاوى اذا تهاوى الامن الذي يشكله عموده الفقري.
العالم