بكين لن تقف على الحياد حيال ما يحدث في كازاخستان
كتب "سلمان رافي شيخ" مقالة نشرت على موقع "Asia Times" قال فيها إنّ الصين ربما وصلت إلى مرحلة باتت ترى فيها أنّها لم تعد تستطيع ممارسة سياسة عدم التدخل في شؤون الدول التي تقع ضمن مبادرتها "حزام واحد طريق واحد"، مشيراً في هذا السياق إلى موقف بكين من موضوع كازاخستان.
وقال الكاتب "سرعان ما اتضح أن بكين لم تعد تستطيع الوقوف على الحياد بينما تحدث "ثورة ملونة محتملة" في بلد مجاور"، كما شدّد في الوقت نفسه على أنّ دوافع بكين لا تستند بشكل أساسي الى القرب الجيوغرافي لكازاخستان حيث تمثّل الأخيرة أهمية اقتصادية حيوية بالنسبة للصين، مضيفًا أنّ نسبة ٢٠٪ على الأقل من الغاز الطبيعي الذي يصل إلى الصين يأتي إما من كازاخستان مباشرة أو عبر أراضيها.
كذلك تحدث الكاتب عن استثمارات صينية بقيمة مئات الملايين في مختلف القطاعات في كازاخستان مثل الهندسة الكيماوية والزراعة والبنية التحتية، منبهاً في الوقت نفسه إلى أن الصين هي أكبر مصدر لكازاخستان.
وتابع الكاتب أن كازاخستان تحتل موقعًا استراتيجيًا بين الصين والغرب حيث تتشارك الحدود بطول ١،٧٧٠ كيلومتر مع إقليم "Xinjiang"، وبالتالي تشكل ممرًا أساسا لمشروع حزام واحد طريق واحد إلى أوروبا.
هذا وأشار الكاتب إلى أن الصين قد أكدت لكازاخستان دعمها في وجه "الخراب الخارجي" من خلال تعزيز التعاون في إنفاذ القانون والأمن، وقال إن ذلك على ما يبدو يعني نهاية سياسة بكين بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى.
كما لفت الكاتب إلى كلام وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن محاولات قوى خارجية تقويض السلم في المنطقة وعن استعداد بلاده الوقوف في وجه تدخل أي قوى خارجية، وذلك خلال اتصال مع نظيره الكازاخي. وأشار أيضاً إلى اتصال كان جرى بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الكازاخي قاسم جومرت توكاييف أعرب فيها الأول عن رفضه القاطع لأي مساعٍ لتنظيم "ثورة ملونة".
الكاتب تابع أن "الثورة الملونة" في كازاخستان قد تثير الاضطرابات في إقليم "Xinjiang" الصيني من خلال السماح للانفصاليين لإيغور بتكثيف نشاطهم "المسلّح". كما تحدّث عن مساعي تنظيم "داعش" وحركة شرق تركستان الإسلامية وغيرهما من الجماعات "الجهادية العابرة للأوطان" الموجودة حاليًا في أفغانستان بتوسيع نشاطهم إلى منطقة آسيا الوسطى والصين، الأمر الذي يستوجب من بكين سد الأبواب على أي نشاط مسلح في محيطها المباشر.